كتبت أيام الرئيس مرسى وقبله مقالات تدعو إلى قبول العلمانيين على أساس أنهم من نسيج هذه الأمة وأن علمانيتهم بطعم مصرى فكثير منهم يصلون معنا فى المساجد ويصومون ولانرى عليهم علاماتالعلمانية الغربية وظللت متحمسا لهذه الفكرة داعيا إلى الاقتراب منهم ومجادلتهم بالتى هى أحسن ...
حتى تغير الحال وقفزوا على السلطة بعد الانقلاب العسكرى ...
وهنا فوجئت بالعلمانيين وقد كشروا عن أنياب ضارية تحمل الويل والثبور وعظائم الأمور وتنفث الكراهية السوداء ..
سمعت كثيرا بل كل أقطاب العلمانية الذين كانوا يتصدرون مشهد النضال ضد طغيان نظام مبارك سمعتهم يتحدثون عن (نحن وهم ) وهذه عنصرية مقيتة وسمعتهم يتحدثون بالتفصيل عن كيفية فض اعتصام مؤيدى الشرعية بالقوة وكيف يكون ذلك بتدرج يبدأ من خرطيم المياه إلى الرصاص الحى ...وسمعت بعضهم -وهو روائى كبير -يكذب مدعيا أنه رأى رجلا يعرض عليه أن يتجه إلى ميدان رابعة مقابل 200 جنيه
وبالمناسبة لى تجربة شخصية فى هذه المسألة فأحد أقربائى إخوانى صميم وفى حديث تلفونى سألته عن الأحوال فى رابعة فقال لى :الناس أرواحهم المعنوية عالية جدا فقلت له هل يمكن أن أشارك ؟ قال :تفضل .قلت ولكن المسألة تحتاج إلى ميزانية للأكل والشرب والانتقالات قال :المسألة سهلة يمكن أن تحضر بالقطار من السنبلاوين بثلاثة جنيهات وتحضر زوادة لعدة أيام
أقول : الآن أعلن أننى كنت على خطأ وأن العلمانيين نجحوا فى خداعى ولكنهم الآن لم يعودوا فى حاجة إلى الخداع وأبدوا سرائرهم
وهم يقولونها بصراحة نريدها دولة علمانية بنص الدستور ونريدها حرية بلاحدود على النمط الغربى ..
وأتوقع إن حدث ذلك -لاقدر الله -أن يصحو أحدنا ليجد ابنته مع صديقها فلا يستطيع أن يفعل شيئا وإلا تعرض لعقاب القانون وسيجد أحدنا زوجته تخادن من تشاء بحكم الحرية الشخصية ...وسنجد وسنجد ....
لهذا أصرخ الآن :
انتبهوا أيها المخلصون لهذا الوطن ولهذا الدين انتبهوا للهول القادم وللكارثة السوداء التى سيلبسها الإعلام العلمانى ثوب النهضة والتقدم والحداثة
انتبهوا بالوعى الصحيح والحجة القوية ..ستجدون حوارهم الآن عنيفا فاستمسكوا بالهدوء و تحملوا أعباء المرحلة بشجاعة وحسن تقدير للأمور "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق