الجمعة، 31 أغسطس 2012

مصر بين الأخونة والتأخون


(أخونة الدولة ) تعبير يطلقه منتقدوا جماعة الإخوان على التحركالسياسى لحزب /الحرية والعدالة ...ويبنون مختوفهم على أن الإخوان يتبعون مسيرة الحزب الوطنى المنحل الذى سيطر على أجهزة الدولة ...والنظرة الواقعية تبين أن هذا أمر متعذر إن لم يكن مستحيلا...ذلك لأن جعل وزير إخوانى على رأس وزارة أنها صارت إخوانية ...لأن الوزيريأتى ويذهب ...الأخونة التى يخاف منها حقا هى أن يحل الإخوان محل جمهور العاملين فى هذه الوزارة وهذا هو المستحيل بعينه ...أما سيطرة الإخوان على الحكومة فهذه هى لعبة الديمقراطية فالحزب الفائز فى أى دولة ديمقراطية يشكل الوزارة كاملة ويسعى إلى السيطرة على المجلس النيابى حتى يستكمل أدوات تنفيذ برنامجه الانتخابى ...ولا يقال :إن هذا فى الدول المتقدمة التى لسنا فى عدادها ..لأننا نزعم أننا نسير على خطاها ولابأس أن نجرب ونتعلم من الصواب والخطأ .

وعلى هذا فمسألة (أخونة الدولة )هذه ماهى إلا مهاترات سياسية لتكدير الصفو الإخوانى وإثارة الناس ضدهم أملا فى حصاد شعبى أوفر فى الجولات الانتخابية القادمة .

والخطر الحقيقى الذى أراه ليس فى هذه الأخونة المزعومة بل فى (التأخون )وهى ظاهرة بدأت تظهر ملامحها فى تلك الأبواق التى أصبحت تطبل وتزمر بل وتسبح بحمد الإخوان المسلمين وهى هى التى كانت تفعل الشىء ذاته مع النظام السابق .....

هذا هو الخطر الداهم على مصر وعلى الإخوان أنفسهم ...طابور المنافقين المائيين خدام كل سلطة وأذناب كل حاكم ...هذه الفئة الفاسدة المفسدة لانبغى لنا أن نتركها تتنفس فى جونا الجديد ...يجب على القوى الوطنية -خاصة الإخوان -أن يطاردوا هؤلاء إلى خارج حدود العمل السياسى وإلا فإن الإخوان أنفسهم سيكونون أول ضحاياهم .

إن معيار (أهل الثقة فوق أهل الخبرة ) يجب أن يختفى فورا لأن الواقع أثبت أنه كان سر فساد النظام المباد ...بل أثبتت الوقائع أن أهل الثقة لم يكونوا أهلا للثقة .

على القوى الوطنية المخلصة أن تكون صادقة مع نفسها وأن يكون التنافس فى ميدان خدمة الناس الذى من خلاله يمكن أن يكتسبوا جماهيرية حقيقية ربماتحملهم إلى كراسى الحكم .

ليست هناك تعليقات: