الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

سنن الله لاتتخلف

-ماحدث فى زلزال بنجلاديش وأودى بحياة كثير من المصلين يثير حيرتى ..أليس هؤلاء المصلون فى رحاب الله وضيافته ؟ فكيف يحدث هذا ؟

-لاعلاقة بين الزلازل والبراكين وبين الإيمان فهى تحدث فى الهند واليابان وأمريكا واستراليا كما تحدث فى بلاد المسلمين .والمسألة كلها تتعلق بسنن الله التى تحكم الكون وهذه السنن لاتتبدل ولا تتحول "فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا"فاطر 43

-ولماذا لاتراعى هذه السنن أحوال الناس ؟

-بل على الناس أن يتعرفوا على هذه السنن ويتوافقوا معها لأنها من أجلهم خلقت .

-ما معنى أنها خلقت من أجلهم وكيف يتوافقون معها ؟

-هذه السنن تمثل القوانين المنضبطة التى تشكل ميزان الحياة على الأرض ..فقوانين الطفو والجاذبية والاستطراق والاحتراق وغيرها قوانين خلقها الله وكشفها الإنسان ولاحظ أنها ثابتة لاتتغير وبناء عليها صنع حضارته وتقدمه العلمى  ولو كان قانون الجاذبية -مثلا-غير منضبط بحيث يتخلف أحيانا ما أمكن الاعتماد عليه ولما صلح أن يكون قانونا وعلماء الفضاء يعلمون هذا القانون ويضعون حساباتهم واثقين من اطراده ولذلك نجحوا فى إنجازاتهم الفضائية ويمكن أن نطبق هذا المثال على كل مناحى الحياة .

-حتى الزلازل والبراكين ؟

-أجل .فقد أصبح من المعلوم أن للزلازل والبراكين خريطة محددة الزمان والمكان وأصبح على الإنسان أن يتوافق مع تلك الخريطة إما بالابتعاد عن مواطنها وإما بابتكار الوسائل التى تمنع أخطارها أو تقللها إلى أدنى حد كما نرى فى اليابان وهى من مناطق الزلازل النشطة ..أننا نرى المهندسين -عندما يقيمون بناء -يختبرون الأرض ثم يقررون التعامل معها فليست الرملية مثل الطينينة أو الحجرية ..ولو أنهم تعاملوا مع التربة الرملية بذات الطريقة التى يتعاملون بها مع الحجرية لوقعت الكارثة بلا شك لأنهم لم يحسنوا قراءة سنن الله .

-ولكن هناك الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية .كيف نفسر هذا ولاذنب لهم ؟

-الله عز وجل لايخلق شيئا معيبا فهو الذى أحسن كل شىء خلقه ولكن ما يحدث من ولادات معاقة هى من أ فعال الناس ..تصور -مثلا-أبا أو أما تناولت مواد ضارة بالجنين ماذا تتوقع أن يحدث ؟ لابد أن تؤدى تلك المواد تأثيرها وتكون جناية الوالد على ولده ولا يمكن تصور أن هذه المواد تظل فعالة فى حالة هذا الشخص وغير فعالة فى حالة شخص آخر ما دامت شروط التأثير موجودة ..هذه سنن الله ..من احتسى السم الزعاف لابد أن يموت ومن ألقى نفسه فى النار لابد أن يحترق  .ومن ألقى بنفسه فى اليم لابد أن يغرق .

-ولكن إبراهيم عليه السلام لم تحرقه النار وموسى عليه السلام لم يغرقه اليم .

-ذلك لأن إبراهيم عليه السلام لم يلق نفسه بل ألقاه قومه فعطل الله سنته فى احراق النار إثباتا لربوبيته وإعجازا مع خليله .وموسى أمر بضرب البحر بعصاه فعطل الله قانون استطراق الماء إنقاذا لكليمه وإهلاكا لعدوه ..ومن هنا يجب أن يكون معلوما أن سنن الله لاتتخلف إلالمعجزة يقدمها رب السنن تأييدا لرسله .

--إذن ماذا نقول للملاحدة الذين يقولون :لو كان هناك إله لحمى المؤمنين به من الكوارث ؟

-نقول لهم :إنه تعالى خلق سننه الكونية رحمة بعباده جميعا مؤمنين وكفارا لكى يجدوا ميزانا يضبطون به حياتهم وعليهم أن يفيدوا من هذه السنن كما قدمنا ومن يتجاهل سنن الله حل عليه العقاب ولن تنفعه ألف صلاة .ولو كان قانون الله  منحازا لانحاز إلى المؤمنين فى أحد وهم تحت قيادة مصطفاه صلى الله عليه وسلم يجاهدون فى سبيله ..ولكنهم عندما عصوا أمر قائدهم صلى الله عليه وسلم تحول النصر إلى هزيمة وقتل منهم سبعون وجرح الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم ولو نصرهم الله رغم عصيانهم الأمر ما قامت لهم قائمة بعدذلك ..فالله ينصرمن اتخذ أسباب النصر ولو كان كافرا والله يهزم من تخلى عن الأسباب ولو كان مؤمنا ولو كان تحت قيادة النبى صلى الله عليه وسلم إنها سنة الله "فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا "

ليست هناك تعليقات: