الأحد، 12 أغسطس 2012

الشهداء


ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لايضيع أجر المؤمنين "آلعمران 169-171

-ولكن الشهيد من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلى وهذا يرجع إلى الاعتقاد الذى لايعلمه إلا الله فكيف نعرف أن هؤلاء شهداء ؟

-أولا :الله أعلم بحقيقة من قتل ولكنا مطالبون بإحسان الظن وقد بشرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن هناك "عينان لاتمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله "وهؤلاء كانوا يحرسون فى سبيل الله .

..ثانيا :من قال إننا يجب أن نتأكد من نوايا هؤلاء حتى نحكم أنهم شهداءمن عدمه ؟هذا أمر ليس فى قدرتنا ولا من حقنا غاية الأمر أننا نحسن الظن ولانزكى على الله أحدا فقد وجهنا صلى الله عليه وسلم إلى ذلك عندما مات /عثمان بن مظعون رضى الله عنه وقالت أخته الأنصارية (أشهد أنك من أهل الجنة ) قال :"والله إنى لأرجو له الخير ولكنى وأنا رسول الله لاأدرى ما يفعل بى غدا "وعلمنا أن نقول فى هذا الشأن "فلان أحسبه كذا والله حسيبه ولا أزكى على الله أحدا" وفى هذا رد الأمر إلى الله والتسليم بقضاء الله .

-ولكن قد يكون القتيل غير مسلم فكيف يكون شهيدا ؟

-نعود إلى ذات المعنى لايعلم النوايا إلا الله فقد يصبح الرجل مؤمنا ويمسى كافرا وقد يمسى مؤمنا ويصبح كافرا كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك وهذا ينطبق على كل إنسان فلا داعى لأن نخوض فيما لا طاقة لنا به .

-وهل لنا أن نقول :هؤلاء شهداء الوطن أو شهداء الواجب ؟

-وما المانع من هذا ؟ألم يمت هؤلاء وهم يدافعون عن الوطن أداء لواجبهم ؟

-ولكن هذه المصطلحات ليست فى الإسلام .

-من قال هذا ؟ هل شهداءبدر -مثلا- لم يكونوا يدافعون عن أرض الإسلام ؟ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم فى بداية المعركة "اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد فى الأرض بعد اليوم " إن القتال فى سبيل الله ليس عملا معنويا يتحرك فى الوجدان فقط وإنما هو عمل مادى على الأرض ولا دين بغير وطن .

-والخلاصة ؟

-الخلاصة :أننا نقول عن هؤلاء ومن على شاكلتهم (شهداء الوطن والحق والواجب )وأننا نرجو لهم المقام الأسمى عند الله ...رحمهم الله وأسكنهم الفردوس الأعلى إنه ولى ذلك ومولاه .

 

ليست هناك تعليقات: