الاثنين، 13 أغسطس 2012

ثقافة البذاءة

(الفن رسالة ) هذا ما نسمعه ليل نهار من أهل الفن ...يقوله الكبار والصغار وقد نحس بالمصداقية عند بعض الفنانين بالنظر إلى غالب أعمالهم التى تعد إضافات وعلامات ولكنا لانفهم عندما تقول راقصة -مثلا- إن الرقص البلدى رسالة .أأأأأأأأأأأاا وإذا ذهبت تسأل متعجبا وصفت بالتخلف والجمود .طيب يا جماعة فهمونى ..لا ...يجب أن تفهم بنفسك وأن تولد فنانا ...

ومما يلاحظ فى شهر رمضان هذا العام هذا الكم الكبير من التدنى فى الأعمال الفنية والأداء الإعلامى فهناك مسلسل يقوم على عملية سرقة بنك ومسوغ هذه السرقة أنه بنك إسرائيلى وهذا مبدأ خطير نعلمه أبناءنا ..وهو(الغاية تبرر الوسيلة ) فمادام هو عدوك حل لك ماله ودمه ولو كان بينك وبينه عهد ..مع أن ثقافتنا الإسلامية تقول :":أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك "..هذا عن الفكرة الرئيسة فى المسلسل ...ناهيك عن تفاصيل غاية فى الخطورة والرداءة فالبطل يطل على أناس فى غفلة منهم ويرى مالا يحل له أن يرى وهذا إسفاف بالغ يراه فلذات أكبادنا ..ومنظر التبول الجماعى ...فأى رسالة فى هذا ؟

أضف إلى ذلك الكم الهائل من قبيح الألفاظ  والتلميحات الجنسية المخجلة ...فهل هذا الفن جدير بالاحترام ؟ وكيف يكون التعامل معه ؟

وقبل أن نناقش كيفية مواجهة هذا التدنى ...دعونا نذهب إلى أهل الإعلام فنرى من يصر على نقل الخبر الكاذب ..أحدهم يقول إن الرئيس اقترح جنرالا متقاعدا وزيرا للدفاع وأن المشير غضب ورفض وقال هذا لن يكون أبدا و نفى المتحدث الرئاسى ذلك ومع هذا يصر هذا الرجل على كذبه الذى فضحه واقع ما جرى فهل من المصلحة ترك هذا التجاوز ؟ واحد آخر يهاجم الرئيس ويطالب بإهدار دمه ..وناشطة سياسية تعلق على اختيار الرئيس هشام قنديل رئيسل للوزارة بأنه دليل على التخلف العقلى .اااا أمثلة عديدة ثمثل انتشار (ثقافة البذاءة )....وقد يحتج البعض بأن هذا وأكثر منه يحدث فى البلاد المتقدمة ...وهذا مردود بأن الثقافة السياسية عندنا لم تستوعب بعد هذا الأمر وأن السماح بالتجاوز إلى هذا الحد لايفسر بالديمقراطية بل يفهم على أنه ضعف ويغرى غير البذىء بالبذاءة ....طيب ..وما الحل ؟ لابد من رقابة وميثاق شرف يقوم بهما أهل كل مهنة وهناك نموذج موجود عند الأطباء فالطبيب الذى يخرج على آداب المهنة يشطب من نقابة الأطباء ويمنع من مزاولة الطب ..وهذا هو المطلوب من كل نقابة مهنية ..وإذالم يحدث هذا كان من حق ولى الأمر بل من الواجب عليه أن يتدخل لحماية المجتمع على أن يكون ذلك باتباع الأساليب القانونية

ولقد رأينا هجوما شرسا على القضاء عندما حكم بتجريم بعض الأعمال الفنية ...رغم الصياح الدائم باحترام أحكام القضاء .

ياقومنا الكرام ...الفن الجيد المحترم على عيوننا وأرؤسنا ..والنقد البناء أهلا به ولكن افتراض أن الفنا ن والإعلامى ملاك لايخطىء وأنه محاسبته أعتداء على الحرية وخنق للإبداع -هذا الاتجاه يجعل من الفنانين والإعلاميين ديكتاتوريين طغاة هدامين ..يمارسون فسادهم تحت شعار (الفن رسالة ) وهذا مالا يمكن السماح به . 

ليست هناك تعليقات: