الجمعة، 21 أغسطس 2009

أيها القساة هذا نبيكم

هذا زوج يضرب زوجته ضربا مبرحا بزعم أنها لا تطيعه وهو يردد قول الله ..تعالى:"واضربوهن" .
وهذا يترفع عن أخذ رأى زوجته فى أى أمر بزعم أنهن ناقصات عقل ودين.
وهذا يعتبر نفسه متحضرا فهو يأخذ بمبدأ(شاوروهن وخالفوهن).
وهذا يطالب زوجته بالتزين له بينما يقرف القرد من شكله.
هذه نماذج مؤسفة ومخجلة تفعل ما تفعل وتدعى الانتساب إلى الإسلام والإسلام منهم براء.
ولو صدقوا مع أنفسهم لتعلموا من نبيهم -صلى الله عليه وسلم-معنى الذوق واللباقة واللياقة
والرقة فى التعامل مع النساء.
فهو فى البدء يعلنها صراحة "حبب إلى من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عينى فى الصلاة" إذن فالمرأة مخلوق يستحق أن يحب ويجمعها مع الطيب والصلاة فى حديث واحدمع اختلاف المكانة والمكان.
وهو يطبق مايقول على أروع ما يكون فكان يداعب نساءه ولو فى حضرة بعضهن.
وهو يجد الوقت لينصت فى اهتمام إلى زوجته وهى تحدثه عما دار فى جلسة النساء وكل منهن تقول فى زوجها ما تقول فيسمع ويعلق .
وهو-صلى الله عليه وسلم-يصل إلى قمة الرقة حينما يطلب من زوجته أن يشرب فتأتيه
بالماء فيطلب منها أن تشرب أولا ثم يضع فمه على موضع فمها من الإناء. وعندما تشكو من وجع رأسها قائلة:وا رأساه فيقول بل أنا وا رأساه.
وهاهو يجد الوقت -حتى فى ظروف الحرب-ليضرب القرعة ليحدد الزوجة التى تصحبه فى تلك الظروف.بل يجد الوقت والبال ليسابقها فى الجرى على الأقدام .
وهاهو فى وقت الأزمات وقد ضاقت النفوس ووحزن لأن الناس تثاقلوا عن تنفيذ أمره فى يوم الحديبية فيدخل خيمة (أم سلمة)-رضى الله عنها شاكيا ما فعل الناس فتشير عليه أن يخرج فيدعو حرقه ليحلق له فيفعل الناس مثله فينفذ مشورتها وينجلى الموقف.
وهاهو-صلى الله عليه وسلم-يبلغ من حلمه وصبره أن يتسامح مع أزواجه وهن يرفعن أصواتهن فى حضرته بل تهجره إحداهن إلى الليل الأمر الذى أذهل رجلا كعمر-رضى الله عنه-وحاسب عليه ابنته حفصة.
وها هو-صلى الله عليه وسلم-يتوتضع لزوجته حتى تقف خلفه وتسند رأسها على كتفه وتلصق خدها بخده وهى تنظر إلى لعب الحبشة فى المسجد حتى تشبع رغبتها .
وهاهو-صلى الله عليه وسلم-عندما تخطىء زوجته فتحطم إناءفيه طعام أرسلته زوجة أخرى فلا يثور ولكن يقول فى هدوء:"غارت أمكم"ويجمع الطعام المبعثر ويعطى إناء صحيحا مكان الذى تحطم وانتهى الأمر.
هذا غيض من فيض وقطر منبحر من سجل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهل يتعلم منه هؤلاء الأزواج الأجلاف قساة القلوب الذين يظنون أن الرجولة فى التسلط و(العنترية)الفارغة؟ألا يخجلون من أنفسهم ونبيهم كان فى بيته فى خدمة أهله (يقم بيته ويخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب شاته)وهو خاتم النبيين وسيد الرجال؟
وهو الذى قال:"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى.
اللهم صل وسلم وبارك عليه.
مصطفى فهمى ابو المجد

ليست هناك تعليقات: