الأحد، 30 أغسطس 2009

عطاء الحضارات-4

قال صاحبى:تعال نتحدث عن عطاء الحضارات فى (الفن)تحديدا (الأغانى والتمثيل).
ولا شك أن لكل شعب تراثه فى هذا المجالوليس العرب بدعا فى ذلك حتى بعد الإسلام وهاهو كتاب (الأغانى للأصفهانى)أشهر من أن يذكر.ولكن ليس بالضرورة أن يكون سلوك المسلمين موافقا للإسلام.فما موقف الإسلام من التمثيل والغناء ؟
قلت:هو موقفه من التراث الإنسانى عموماوهو إحدى ثلاث:
-أن يرفضه تماما وذلك عندما يتصادم مع مبادئه مثل الإباحة الجنسية.
-أن يقبله تماما إذا اتسق مع أصوله ومقاصده مثل أمور البيع والشراء مع وضع الضوابط.
-أن يقبل شيئا قد يخالف بعض قواعده -للضرورة-ولكنه يطوره ويضع له حدودا إسلامية
مثل بيع (السََلَم )وهو بيع الثمرة مقدما "من أسلف فى شيء فليسلف فى كيل معلوم أو وزن معلوم إلى أجل معلوم".
قال صاحبى:وموضوعنا(التمثيل والغناء )من أى صنف هو؟
قلت:أما عن (الغناء)فقد أباح الإسلام منهما يكفى ويفيد فهو (سُنة)فى إشهارالزواج بضوابطه
الشرعية:فلا فحش فى القول-ولا اختلاط بين الرجال والنساءولا مصاحبة لعديد من آلات
الموسيقا.إنما هى آلة بسيطة لاغير.قال:وما شأن الفرق الموسيقية؟
قلت:يحرم الإسلام أن يكون الاشتغال بالموسيقا مهنة للمسلم فهذا من اللهو المحرم.ولا يصح أن نجادل الإسلام فى مبادئه من منطلق تعودنا على منطلقات أنظمة أخرى.
قال:فليس الغناء محرما على إطلاقه.
قلت:يروى -فى هذا الصدد-أن رجلا قال لعمر بن الخطاب -رضى الله عنه-:إن فلا نا
ينشد الشعر فى المسجد فجاء فرآه يغنى لنفسه فقال عمر:ماذا تقول ؟قال الرجل :أقول:
نفسُ ماكنت ولا كان الهوى
فاتقى الله وخافى وارهبى
فانصرف عمر وهو يردد ما سمع .
ومن المشهور أن -كعب بن زهير -رضى الله عنه-أنشد أمام النبى -صلى الله عليه وسلم-قصيدة البردة التى مطلعها :
بانت سعاد فقلبى اليوم متبول
متيم إثرها لم يفد مكبول
قال صاحبى : والتمثيل ؟
قلت:هو بشكله الحالى أمر مستحدث ولكن الأدب العربى زاخر بأساليب التمثيل وهى ركن لا يقوم الأدب إلا به .بل إن (القرآن) حفى بضرب الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ويتفكرون
أما -التمثيل يشكله الحالى -بما فيه من اختلا ط الرجال بالنسا ء وما يصحب ذلك من أفعال لايجيزها الإسلام إلا للأزواج فهذا أمر من الطبيعى أن يرفضه الإسلام وإلا كان متناقضا مع نفسه .قال:ولكن فى التمثيل متعة وفائدة . قلت : ويمكن أن يقال : فى تراص الرجال والنساء متعة وفائدة والإباحيون يقولون إن فى الزنا متعة وفائدة وفى الإسلام قاعدة تقول(الحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه الشرع) فالشرع ليس متروكا لهوى النفوس وإنما من حق رب النفوس. قال:وهل هناك سبيل إلى أن يكون التمثيل حلا لا ؟
قلت:إذا أمكن أن يكون التمثيل خاضعا للضوابط الشرعية بحيث لا يعرض على الناس ما يخالف الشريعة فلا بأس . قال : هذه خسارة كبيرة .
قلت :أنت تتوهم ذلك فما تريد أن يتعلمه الناس من التمثيل يمكن أن يصل إليهم بطرق أكثر نظافة وفائدة عن طريق الحوار الهادىء والأدب الهادف . قال: وهذا موجود فى التمثيل
قلت:لنكن واقعيين وصرحاء إن التمثيل كان وسيظل مشروعا تجاريا أو على الأقل يجب أن يغطى تكاليفه ولن يكون هذا إلا عن طريق إقبال الجماهير وهذا لن يكون إلا باستثارة غرائزها وقيادتها من شهواتها ونحن نرى أن بعض -الأعمال التى قالوا عنها إنها جادة وتعرض فكرا متميزا سقطت جماهيريا وتعرض أصحابها للإفلاس وقد رأيت حلقة مرئية تتحدث عن اأحد المخرجين الذى اضطر إلى التحول إلى أفلام -الشباك -عندما أفلست أفلامه التى شهد لها النقاد بالتميز .
قال: والخلاصة؟ قلت: أن الإسلام دين جاء من أجل الخير الحقيقى للناس "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض كذلك يضرب الله الأمثال " .
مصطفى فهمى ابو المجد

ليست هناك تعليقات: