الاثنين، 31 أغسطس 2009

عطاء الحضارات-5

قال صاحبى:تعال نتحدث عن موقف الإسلام من عطاء الحضارات فى مضمار(الرياضة)
قلت:هناك (المصارعة )بألوانهاومنها ما يتيح للخصم أن يشوه وجه خصمه وأن يحطم أضلاعه وهذا النظام الأهوج إنمايستهدف إشعال غرائزالجماهير ويستحلب جيوبهم فهل يظن عاقل أن يسمح دين الرحمة بهذا السعار المجنون ؟ا
وهناك (مصارعة الثيران) التى تشد من أجلها الرحال إلى أسبانيا فهل يمكن للدين الذى أدخل امرأة النار فى هرة حبستها وأجاعتها أن يسمح بهذا التعذيب الوحشى لهذا الحيوان البرىء لمجرد الاستمتاع المريض ؟اوهل هذه حضارة يا أهل الحضارة ؟ا
وهناك (سباحة الفراشات تحت الماء وفوقه )على أنغام الموسيقا وهذه ليست رياضة بل ترفيه ألبس ملا بس الرياضة كنوع من التجديد ولا يمكن لأى دين عفيف أن يسمح بهذا العهر
وهناك الألعاب الجماعية الهادفة التى تغرس روح التعاون وتدرب على حسن التدبير والإدارة ودقة التصويب والإصرار على الوصول إلى الهدف مثل (الجرى والرماية وكرة السلة وكرة المضرب ) فلماذا لا يسمح الإسلام بهذه الألعاب ما دامت لا تثير شهوة ولا تخدش حياء ؟
قال صاحبى :وكرة القدم ؟
قلت :الساحرة المستديرة ؟ معبودة الجماهير ؟هى لعبة تخدم الأهداف الطيبة التى سبقت ولكن عليها ملحوظات :
أولا:يجب أن تكون جماهيرية -حقا-وكذلك كل الألعاب الجماعية-ومعنى هذا أن تكون الممارسة عامة لا مجرد التفرج عليها.
ثانيا:أن تبعد عن التجارة فما معنى أن يشترى ناد إنجليزى لاعبا إفريقاليلعب لحسابه ؟أى ميزة وأى تفوق ؟اايا أهل العقل خبرونى بربكم إذا استأجرت عاملا ماهرا ليصنع لى شيئا
أيكون هذا الامتيازيرفع شأنى أنا أم شأنه بالدرجة الأولى ؟
ثالثا :أليس شراء اللاعبين نوعا متحضرا من الرق الأبيض؟ فكروا ووافونى برأيكم فى هذا
الأمر الذى فاق كل الحدود .
رابعا:هذه اللعبة وغيرها يجب أن تظل فى خانة اللعب أى اللهو أما أن تستقطب الناس وتوضع لها أقصى قوانين الجد والانضباط على حساب الأمور الجادة والمسائل المهمة -كما هو الحال عندنا-بحيث لايجمعنا إلا كرة القدم بينما نتفرق -بعد ذلك- على كل شىء فهذا لعمرى العوار كل العوار وإنه لأمر مؤسف ومخجل أن يكون لاعب الكرة بطلا وأن يحيا حياة النجوم بينما أصحاب المواهب الرفيعة من أولى الفكر والعلم يكدحون ليحصلواقوتهم
الضرورى ولا يحدث الأغنياء أنفسهم أن يرصدوا الجوائز الكبرى لتشجيع العلماء والمبتكرين بقدر ما يبذلون (المليارات)لشراء ناد رياضى كما فعل أخونا(الخليجى)صحح
الله له عقله الذى اشترى النادى الإنجليزى (من حر مال المسلمين) وحسبنا الله ونعم الوكيل
قال صاحبى :أفهم من هذا أن الإسلام لايتحمس للرياضة وقد يسمح ببعضها على استحياء؟
قلت :لا لاتفهم هذا فللرياضة -فى الإسلام- مقام رفيع ونبى الإسلام -صلى الله عليه وسلم
يقول :"المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"والقوة تشمل كل أنواع القوة ومنها قوة الأجسام والقرآن يدعوا أهله قائلا:"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل"فهنا القوة عموما و(الفروسة )خصوصا والرسول-صلى الله عليه وسلم يقول محرضا
على رياضة (الرمى):"ارموا بنى إسماعيل فإن أباكم كان راميا" ويقول :"ألا إن القوة الرمى ألا إن القوة الرمى" ولقد صارع النبى -صلى الله عليه وسلم -رُكانة- وكان بطلا
فصرعه وأمر اثنين منغلمان الأنصار أن يتصارعا أمامه ليسمح لهما بالاشتراك فى المعركة
قال :والخلاصة؟
قلت :الخلاصة أن الرياضة فى أصلها عمل حلال بل مطلوب إذا ما كانت فيه المصلحة راجحة ولم يكن فيه خروج على آداب الإسلام.
مصطفى فهمى أبو المجد

ليست هناك تعليقات: