الاثنين، 10 أغسطس 2009

سياسة المصالح

قال محدثى:دعنا من الحديث عن وحدة اللغة بين العرب.ودعنا من الحديث عن وحدة الدين وعن التاريخ المشترك وعن وحدة المكان وعن وحدة الآلام والآمال دعنا من هذا كله وقل لى:ألا تكفى المصالح المشتركة لتجمع شتات العرب ؟
إن الشعوب حولنا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا تفتقر إلى بعض ما يجمعنا من روابط وثيقة ومع ذلك يلتقون حول مصالح تهمهم فيكون لقاؤهم مؤثرا حاميا لمصالحهم .
وهذا ( الاتحاد الأوربى) أبرزمثل على ذلك .
قال محدثى:ماذا ينقصنا نحن لنقفز إلى الصدارة وقد حبانا الله بما تعلم من روابط حاكمة ؟
قلت:ينقصنا الأهم من كل الروابط . فقد ظل العرب مئات السنين أعداء لأنفسهم بالرغم من كل الروابط ولما جاء الإسلام قفزوا إلى الصدارة فى بضع سنين فماذا ترى السبب فى هذا ؟
قال محدثى:أتعنى أنه كانت لهم قضية تجمعهم حولها ؟
قلت:ليست المشكلة فى القضية فواقعنا يعج بالقضايا الملحة ولكن المشكلة فى الإنسان الذى
يؤمن بأن له قضية تستحق أن يناضل من أجلها بل يموت من أجلها هذه هى المعضلة ولو كانت القضية باطلا ولوكانت زورا المهم أن الإنسان الذى يؤمن بشىء ويتحمس له يستطيع أن يجعل لحياته معنى وبصبره ومثابرته وبذل الجهد يبرز باطله إلى الوجود وكأنه الحق الساطع ولا تعجب إذا كسب احترام الآخرين لأن الناس يحترمون الأقوياء الأذكياء .
ولايحترمون الضعاف الأغبياء ولو كانوا أصحاب حق . وما يحدث فى فلسطين خير دليل . فابحث عن الإنسان وراء الصعود إلى القمة ووراء الانحدارإلى الهاوية .
مصطفى فهمى أبو المجد

ليست هناك تعليقات: