الخميس، 27 فبراير 2014

عرفت فالزم

هل نحن جادون فى الإيمان بالله عز وجل ؟
إن لكل شىء حقيقة فما حقيقة إيماننا ؟
لقد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه هذا السؤال فأجاب الصحابى رضى الله عنه :
(أصبحت كأنى انظر إلى عرش ربى بارزا وكأنى انظر إلى اهل الجنة يتزاورون وإلى أهل النار وهم يتضاغون فيها) فقال له صلى الله عليه وسلم :"عرفت فالزم "
والقضية كلها فى هاتين الكلمتين :(عرفت فالزم )
فما الذى نعرفه كى نلزمه ؟
إن أكثرالمسلمين يعانون جهلا مشينا بأمر دينهم بينما نجد هؤلاء ذوى ثقافة كبيرة فى الفن والكرة ....يستوى فى ذلك الشباب والشيوخ...
وعلى الرغم من الجهل المشين بأمور الدين نجد كل متحدث يفتى وكأنه عالم الزمان دون سند من علم ...
إذن علمنا بالدين قليل إن لم يكن معدوما أو مغلوطا ...
وعلى هذا يكون التزامنا -إذا كنا ملتزمين -لاأساس له ...
تعالوا إلى الدروس فى المساجد وانظروا من يحضرها..قلة قليلة وقد يكون السبب غربة الدعاة عن مجتمعهم..وهذا صحيح ولكن الصحيح أيضا أن هناك دعاة مستنيرين ولكن جمهورهم لايزال محدودا...
وتعالوا إلى مباراة لكرة القدم أو إلى حفل فنى ساهر وسترون الحشود من الرجال والنساء الكبار والصغار الذين بذلوا المال والجهد والوقت للاستمتاع بهذا اللقاء ...
فهل يستطيع الدعاة أن يصلوا بالناس إلى درجة الاستمتاع بالاستماع إليهم ؟
الحق أن القضية مهمة جدا إنها تعنى الوعى العام والثقافة المحترمة التى تجعل المسلم يقبل بشغف على معرفة دينه الذى لايحرمه من اللهوالبرىء والفن المحترم ...
إن الإنسان يلتزم بما يقتنع به...
ومعنى هذا أن أمور الدين لاتقنعنا ولذا لانجد فى نفوسنا ما يدعونا إلى الالتزام بها ...
ولو كانت المشكلة فى بعض الفروع لهان الأمر ولكن المعضلة فى أصل الدين وهو الإيمان بالله تعالى 
فكثير من أقوالنا وأفعالنا تقول :إننا بعيدون عن الإيمان بالله وإلا فكيف يتصورأن يكون الإنسان مؤمنا بالله وهو كذوب خائن مخلف للوعد فاجر فى الخصومة غادر للعهد طالب للرشوة سارق حقوق غيره بل يصل به الأمرإلى حد الاعتداء على الأعراض والأرواح ؟
هل يمكن أن يتحقق إيمان بالله مع هذه الموبقات ؟
استمعوا قوله صلى الله عليه وسلم -فى هذا الصدد-"لايزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ولايسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولايشرب الخمرحين يشربها وهو مؤمن "..
أجل يارسول الله صلوات ربى وسلامه عليك ...
فالإيمان (ماوقر فى القلب وصدقه العمل )...
الإيمان عقيدة صحيحة تملأ القلب فتحرك الحواس بالطاعة والخير والسلام لكل الناس ...
ولهذا أقول دائما :
إذا رأيت انحرافا فى نفسك أو فى مجتمعك ففتش عن الإيمان فستجده فى زاوية مهملة كاسف البال مقطب الجبين ...
ولن يعود له وجهه المشرق ونوره الوضاء إلا إذا أحياه اليقين بالله وأنعشته فضائل الأخلاق والأعمال ...
وساعتها سنعرف ونلزم ....

ليست هناك تعليقات: