الأحد، 2 فبراير 2014

الشنآن

"ياأيهاالذين ءامنواكونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنآن  قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى  واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " المائدة 8
(الشنآن ) هو البغض ...وكلمة البغض أخف وأخصر من كلمة الشنآن ...ولكن تأملوا كلمة (الشنآن )...
حرف الشين من وسط الحلق ..ثم حرف النون من  مقدم الأسنان ثم حرف الهمزة من أقصى الحلق ثم مده مدا يكاد يخنق التنفس ثم الانتقال من هذا العلو الشاهق إلى قاع النون...
حروف مجتمعة تعبر تعبيرا فائقا عن نفس ملأها البغض وأهمها وغمها ...
لهذا كله اختار القرآن كلمة (شنآن ) على كلمة بغض ...
لهذا نادى ربنا جل وعلا أحبابه الذين آمنوا لأنهم هم الذين يطيعون أمره ويجعلون رضاه فوق أهواء قلوبهم ...
والرب سبحانه يأمر هنا ألا يجعل المؤمنون شدة بغضهم لقوم مبررا لظلمهم لأنه إذا مارس الظالمون ظلمهم يجب على العادلين أن يقدموا عدلهم  وهذا ليس خنوعا أو ضعفا ..ففى العدل قوة قاهرة قادرة على قهر الظلم  لأن العدل يقرب إلى الله الذى يمنح أولياءه  من قوته ما يقهرون به الباطل  ثم يعيد الله تعالى الأمر بالتقوى صريحا مذكرا أولياءه بأنه الخبير بدقائق ما يفعلون ...
أسوق لحضراتكم هذه المقدمة الطويلة الضرورية...بين يدى كلام /مظهر شاهين (خطيب مسجد /عمر مكرم بالقاهرة ) عن تطليق الزوجة الإخوانية  وكلام /سعاد صالح (الأستاذ بجامعة الأزهر) فى ذات الاتجاه ...
أين هذان من تلك الآية الكريمة ؟ وقد رددنا عليهما فى مقال سابق وبينا أن ما صدر عنهما لا يمكن أن يكون ابتغاء وجه الله الذى شرع شرعا منضبطا عادلا رحيما ...
ولكن التساؤل هنا :
أين الدولة مما جرى ؟
القانون الحالى يحرم استخدام الدين فى السياسة ..وأجهزة الدولة تتشدد فى هذا وتتعقب مستخدمى الدين سياسيا بالحساب والعقاب 
وما حدث استخدام سافر وسافل للدين فى السياسة ودعوة سافرة للفتنة وتخريب للأسر المصرية 
وقد أسعدنى وأسعد المنصفين إعلان دارالإفتاء بطلان هذه الفتوى وخطرها وإعلان أن من أصدرها ليسواأهلا للفتوى فتحية  لدارالإفتاء ..
وأذكر هنا أنه عندما قام أحد الدعاة بمهاجمة الفنانة /إلهام شاهين بألفاظ مجرمة شرعا طالبت -مع غيرى -بمحاسبته ومعاقبته ...وطبعا هناك فارق كبير بين مهاجمة شخصية معينة وبين فتوى تشمل عددا لايحصى من بيوتات المصريين ..
إن ما حدث جريمة بكل المقاييس بل  عدة جرائم :
جريمة الإفتاء بلا علم ..
وجريمة الدعوة إلى الفتنة ..
وجريمة تخريب الأسرة المصرية مع التعبد وسبق الإصرار
وجريمة التحريض على العنف لأن الزوجة التى تطلق بهذا الأسلوب القهرى لن تقف وزوجها وأهلمها مكتوفى الأيدى ..
وجريمة تكدير السلم العام ...
وجريمة تكدير الطفولة التى ستكون ضحية هذه الفتوى الإجرامية
 وهذه جرائم يجب عقاب مرتكبيها فى الدنيا أما عقاب الله عزوجل فى الآخرة فهو فى انتظارهم حتما إذا لم يبادروا بالتوبة النصوح ...هذان لسانان آثمان يجب قطعهما بالعقاب والإبعاد لتنظيف المجتمع من المتاجرين بالدين 
(ملحوظة:د/سعاد صالح ...يبق أن قالت -فى برنامج تلفزيونى :إنها تشعر بالتقزز من المنتقبات ) 
 حسبنا الله ونعم الوكيل...حسبنا الله ونعم الوكيل ...حسبنا الله ونعم الوكيل              

ليست هناك تعليقات: