الثلاثاء، 12 يونيو 2012

لا لسلفيى تونس


السلفيون فى تونس يهاجمون معرضا للصور قالوا إنه يسىء للذات الإلاهية وتبع ذلك اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين ....

ونحن نريد أن نؤصل للموضوع تأصيلا شرعيا حتى نتبين وجه الحق ...

والسؤال :هل من حق السلفيين القيام بتغيير مايرونه منكرا ؟

والجواب :لكل مسلم الحق فى تغيير المنكر بل هذا واجب عليه بنص الآية "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخيرو يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"آلعمران 104

ولكن من الذى يقرر أن هذا الأمر منكر ؟ليس ذلك لعموم الناس ولا حتى لعموم العلماء بل هو لجماعة معتبرة متفق على ولايتها ...فإذا قررت هذه الهيئة الشرعية أن هذا الأمر منكر طلبت من أولياء الأمر تطبيق القانون الشرعى بمنعه وعلى أولياء الأمر -عند منع المنكر-أن يراعوا القاعدة الأصولية (لايزال الضرر الأخف بالضررالأشد ) ومعلوم أن التغاضى مؤقتا عن مخالفة شرعية أقل ضررا من وقوع فتنة طائفية تذهب فيها الأنفس والأموال....

وهذا ليس بدعا من القول فالقرآن العظيم يخبرنا أن هارون عليه السلام أنكر على بنى إسرائيل عبادة العجل فى غياب موسى عليه السلام ولكنه لم يتخذ إجراء فعليا بمقاتلتهم بالمؤمنين بل تركهم واعتذرلأخيه بماقاله القرآن على لسانه:"إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل ولم ترقب قولى "طه 94 فهارون رأى أن ترك هؤلاء -مؤقتا-أخف ضررا من وقوع فتنة بين الناس ..وهناك ماهو أخطر من ذلك ..........

محمد صلى الله عليه وسلم مكث فى مكة ثلاث عشرة سنة يطوف حول الكعبة وحولها الأصنام فهل يعقل أنه كان يطوف حول الأصنام ؟ ألم يكن بمقدوره صلى الله عليه وسلم أن يأمر بعض الفدائيين بالتسلل ليلا وتحطيم الأصنام ؟فلماذا لم يفعل ذلك ؟

لأسباب :أولا:لو حطم المسلمون الأصنام فسيعيدها المشركون .

ثانيا:سينتهز المشركون الفرصة للقضاء التام على المسلمين .

ثالثا:-وهو الأهم-أنه صلى الله عليه وسلم يريد أن يهدم الأصنام فى عقول عبادها ليهدموها هم وبذلك تنتهى المشكلة إلى الأبد وهذا ما حدث بعد الفتح فقد وكل إلى كل قبيلة هدم صنمها ...

وهنا تبدو فلسفة الموقف كله ....

إن فساد العقيدة يجب ألا يواجه بالقوة المادية بل بقوة الإقناع ووضوح الدليل والصبر على المخالف وهذا مفهوم قوله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن "النحل 25 مع ملاحظة أن الخصم هنا المشركون فما بالنا إذا كان المخالفون مسلمين ؟ا

فيامعاشر السلفيين فى تونس :نحن فى حاجة إلى فقه النصوص أكثر من حاجتنا إلى حفظها ..والله يقول الحق وهو يهدى السبيل

ليست هناك تعليقات: