الثلاثاء، 12 يونيو 2012

النرجسيون


يحكى -عند قدماء يونان -أن فتى يدعى /نارسيس كان معجبا بجماله وذات يوم جلس على شاطىء النهر ونظر إلى صفحة الماء فرأى جمال وجهه فهام حبا بوسامته وألقى نفسه فى الماء ليقبل وجهه فغرق ونبتت مكانه زهرة /النرجس ...

وإذا كان نارسيس اليونانى قد ذهب فقد أبقى لنا نارسيسيين كثر أشكالا وألوانا......

هذا الرجل الذى يبالغ فى ملابسه حتى يلفت إليه نظر الناس فيشعر بأنه مختلف عنهم -نارسيس ...

وهذا الذى يلبس ملابس العلماء ويقلد حركاتهم حتى يحسب من جملتهم -نارسيس....

وهذا الذى يتشدق بالألفاظ الغريبة ليقال عنه إنه عالم باللغة -نارسيس....

وهذا الذى يلبس ملابس الفقراء ليظهر بمظهر الزهاد -نارسيس ...

وهذا الفقيه الذى يلبس ملابس الفقيه /العز بن عبد السلام فى العصر المملوكى -نارسيس...

وهذه السيدة التى تلبس ملابس ذات ألوان جذابة ولو كانت محجبة -نارسيس...

,وهذا الشاب الذى يقلد الفتيات ويعلق السلاسل والأقراط والأساور -نارسيس...

وهذه الفتاة التى تتشبه بالرجال فتقص شعرها وتلبس ملابس الرجال -نارسيس....

وهؤلاء جميعا ومن على شاكلتهم قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من لبس ثوب شهرة فى الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة " وقال :"ما من عبد لبس ثوب شهرة إلا أعرض الله عنه حتى ينزعه "

أتدرى -عافاك الله وعافانا -لماذا ؟

لأن هذا الشخص معجب بنفسه مختال والله لايحب كل مختال لأن الاختيال نوع من الكبر والكبر هو ادعاء التميز عن الآخرين وادعاء الأفضلية بدون مسوغ وهذا الخلق السىء يورث الأحقاد والتنافر بين الناس ويهدر قيمة المساواة التى خلق الله الناس عليها فكلنا من ذكر وأنثى وأكرمنا عند الله أتقانا وأفضلنا من عمل صالحا وقدم الخير لكل الناس .وكان من عباد الله المتواضعين ....

على أنه يجب ألا نخلط بين التواضع الذى هو وضع النفس فى موضعها وبين الضعة التى هى قبول المذلة والمهانة فإنه لاينبغى لمؤمن أن يذل نفسه .

لذا كان النراسسة أشخاصا غير طبيعيين ولاعجب أن يختالوا بأنفسهم ويعشقوا ذواتهم فيغرقوا فى نهر الحياة 

ليست هناك تعليقات: