الأربعاء، 27 يونيو 2012

خدعوك فقالوا ثورة سلمية


(ثار القدر إذا غلا واشتد واضطرب الماء فيه علوا وسفلا وأزبد )  هذا المعنى اللغوى ينطبق تمام الانطباق على ثورات الشعوب ....ذلك لأن الثورة الشعبية انتفاضة على نظام غير مناسب للزمان والمكان والأشخاص وهذه الانتفاضة تهدف إلى هدم الوضع القائم وبالطبع لن يسلم القائمون على النظام القائم ولن يتنازلوا عن مكاسبهم بسهولة ومن هنا يستخدمون القوة  للقضاء على الثورة  ومن هنا تجد الثورة نفسها وقد اصطبغت بالدم على رغمها وأصبحت الثورة السلمية حمراء ...

ولذا لايمكن أن تظل الثورة سلمية ...ولم نر أبدا فى تاريخ الإنسانية ثورة ظلت بيضاء ...فذلك شىء فوق مقدور البشر لأن معناه أحد أمرين :إما أن الثوار يحملون قدرات خارقة تجعل خصومهم يسلمون دون قتال ...وإما أن الطغاة أشرقت فى قلوبهم شمس الحق فجأة فصاروا أتقياء وأرجعوا الحق إلى أهله وهذا وذاك من الأوهام والأحلام ...

إذن فقدر الناس على هذه الأرض  الصراع بين الحق والباطل ...ولا يشذ عن ذلك رسالات السماء المؤيدة من الله المدعمة بالوحى ...والقرآن يحكى قصص الصراع الدامى بين القلة المؤمنة والكثرة الكافرة التى لم تتوان فى الإفراط فى استخدام القوة ضد القلة التى بدأت مسالمة ولكنها ما لبثت أن اضطرت إلى الدفاع عن نفسها .

 وخيرمثال على هذا حال قريش مع المسلمين الذين كانوا بمكة مستضعفين لاسلاح لهم إلا الكلمة والكلمة فقط  الكلمة المعجزة ومع انبهار القوم بالقرآن وتسليمهم العقلى له إلا أن قلوبهم المعاندة أبت أن ترضخ له ولما ترك المسلمون لهم مكة وهاجروا إلى المدينة كان خليقا بهم أن يتركوا المسلمين وشأنهم ولكن كبر المشركين يمنعهم من ذلك وأبوا إلا أن يلاقوا المسلمين عند بدر بخيلهم و خيلائهم وقيانهم ومعازفهم ....إنهم فى رحلة العته والاستعلاء وهاهم أولاء جاءوا ليقصفوا عمر هؤلاء الخارجين على العادات والعبادات ...وكانت الصدمة الهائلة التى انتهت بأكابر المجرمين فى قاع القليب .

وهكذا تمضى الثورات كلها سماوية وأرضية مصداقا لقول الحق تبارك وتعالى "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق "الأنبياء 18

والمصالحة مطلوبة ومرغوبة ولكن مع من ؟ مع الذين يقرون بالحق ولو متأخرين ويندمون على ما فرط منهم أما أفاعى الجحور وبوم الظلمات فلا أمان لهم ولاثقة فيهم لأنهم موتورون تغلى مصالحهم فى شرايينهم حقدا ومكرا وليس من السياسة ولا الكياسة السماح لهم بنفث سمومهم ولا حل إلا بقطع رؤوسهم وتطهير العباد والبلاد من شرورهم .

ليست هناك تعليقات: