السبت، 6 ديسمبر 2014

عيب يا من ؟

 فى إحدى الحافلات العامة ....صعدت ثلة من الغلمان  يبدو أنهم طلاب فى المدارس الثانوية ....
أخذوا يتحركون بغوغائية  فى طول الحافلة ...يتبادلون ألفاظا بذيئة وعبارت تخدش الحياء وقائد السيارة لاينبس ببنت شفة ويبدو أنه يعرفهم...ونظر البعض إلى عمامتى فأشحت بوجهى ...وتشجع واحد فقال :(عيب يا شباب  هذا لايليق )ولكنه فوجىءبسيل من الوقاحات وقال أحدهم وهو يبرز سلاحا أبيض :(اسكت وإلا قطعناك وقطعنا الشيخ اللى جنبك ) مع أن الشيخ اللى جنبه ما تفوه بكلمة ....ثم انطلقوا يتغنون بأغنيات سافلة محرفة ......
وسمعت قلبى ينوح:
هل أقول :عيب يا شباب ...فأنتم أمل الأمة وغدها المرتجى ؟
أم أقول :عيب أيها الآباء والأمهات ...يامن انطلقتم لجمع الأموال بحجة كفاية الأولاد فأضعتم الأولاد ؟
أم أقول :عيب أيها المعلمون الذين نسيتم الأمانة فى تربية الجيل وجريتم وراء الدروس الخاصة ؟
أم أقول :عيب يا إدارات المدارس والهيئات التعليمية  يامن ركنتم إلى الموادعة فلم تمدوا يدا لمحاربة الفساد ؟
أم أقول :عيب يا وزارة التربية والتعليم التى فقدت جناحى التربية والتعليم  وأضحت بقوانينها الغبية تحاكم المعلم إذا ما ضربه الطالب بحجة أنه لم يستطع استيعاب الطالب ؟
أم أقول :عيب ياوزارة الشباب التى أصبح كل همها تعبئة الأوراق بالنشاطات المزيفة التى تستنزف الأموال وليس لها على الأرض أثر ؟
أم أقول :عيب أيها الدعاة الذين تغردون خارج سرب الشباب وتتحدثون فى الخرافات وتتركون مشكلات الشباب فكرهكم وابتعد عنكم؟
أم أقول :عيب ياوسائل الإعلام التى اقتحمت بيوتنا وخربت عقولنا بما تبثه من سموم المواد الخبيثة من مسلسلات وأغان تمسخ شخصية الفرد المسلم وتشوه مبادئه بدعوى الحرية (وعش أيامك عش لياليك خللى شبابك يفرح بيك ) فأنتج هذا الإعلام الفاسد شبابا ضائعا مضيعا تتفتت الأكباد حزنا عليهم ؟
أم أقول :عيب يا ولى الأمر الذى شغلك أمر الكرسى عن مراعاة مقتضياته فصار الشباب غريبا عنك غربتك عنهم ؟
والحق أن العيب فى كل هؤلاء وأقلهم عيبا هم الشباب لأنهم الضحية التى تقتل نفسها بسلاحها وهى لاتدرى أنها  تقتل أمة بأسرها...
والأولى بالعيب هو الحاكم المسئول عن رعاياه التى استرعاه الله و لايسعنى إلا أن أقدم له هذه الأبيات التى قدمتها للرئيس /السادات غفر الله له :
  يا ولى الأمر فينا لاتنم   فالله جبار القوى المتعالى 
  أعطاك عهدالايحلل نقضه   مهما تكن حال من الأحوال
 هذى الرعية أنت راعى شائها    فاحذر عليها مخلب الرئبال 
ماذا تقول إذا سئلت بموقف     تبيض منه ذوائب الأطفال ؟
فهناك لا تنجيك أى بطانة   مهما تكن جمعت من الأموال 
فبهدى آى الله رب جموعنا   وابذر سنا الإيمان فى الأجيال 
فإن شبابنا لو كان يدرى   عقيدته تفوق فى الرجال 
وإلا فانتظر غضبا ومقتا    فربك بالخوارج لايبالى 

ليست هناك تعليقات: