الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

السفاح

السفاح
قال :لماذا سمى أول خلفاء الدولة العباسية ب(السفاح )؟
قلت:التاريخ يقول :إن ضحايا هذا الرجل كانت أقل بكثير من المتوقع
قال :فما حكاية السفاح هذه ؟
قلت:كان العرب منذ جاهليتهم يتمدحون بالكرم وسفح الدم لإطعام الضيف والفقير وكان (أبو العباس )معروفا بكرمه وسخائه وكثرة سفحه الدم إكراما لأضيافه ومن هنا أطلق عليه السفاح
قال:يااااااااااااااه ماأبعد ما تغيرت المصطلحات انظر كيف صار المعنى فى عصرنا ؟اا
قلت:ياعزيزى إن المعانى لاتنبت من فراغ
قال:ماذا تعنى ؟
إن المعانى تعبير عن القناعات التى تصنع سلوك الإنسان فإذا اقتنع إنسان بفكرة الخير بذل جهده فى فعل الخير وإذا اقتنع أحد بأن هذا الغنى ظالم سارق بذل جهده لسرقته وربما قتله ....ويبدو أن قناعات عصرنا تغيرت كثيرا عن قناعات أسلافنا
قال :ومع ذلك يقول (مثقفونا )إنهم متخلفون وإنه من العار أن نحذو حذوهم
قلت: وهذا أيضا من باب تغير القناعات فقد كان العار عند أسلافنا البغى والظلم وقد بلغ بهم حب العدل أن أقيم حد شرب الخمر على أحد الأمراء الأمويين الذى شرب الخمر وبلغ حب إقامة شرع الله بعمر بن عبد العزيز أن أصدر أوامره إلى قائد جيوشه بالانسحاب من السند بعد احتلالها لأنه لم يعرض عليهم الإسلام أولا كما ينص شرع الله هكذا كان مفهومهم للعار
قال :أما مفهومنا اليوم للعارفهو عار على الحاكم أن يسمح لصوت غير صوته الاصوتا يسبح بحمده من باب "ماأريكم إلا ماأرى "أما من يعارضه فهو دائما الذى يريد "أن يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد "
قلت :وهكذا أيضا تغير معنى الفساد فصار كل محاولة لمقاومة الظلم وممارسة حق التغيير بالوسائل الديمقراطية كما يقولون
قال :وماالذى يدفع الظالم إلى هذا الفجور ؟
قلت :إنه الاستعلاء وغرور القوة ألم تسمع لفرعون وهو يصيح فى آذان المصريين "أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون "؟
قال :لقد ادعى الخبيث أنه يملك مصر وما عليها
قلت:(صه )لاتقل الخبيث فإن للجدران آذانا وإن من قومنا لمن يعدونه بطلا قوميا كان يدافع عن الوطن وأنه قد (استشهد )من اجل مصر
صدق الله "فاستخف قومه فأضاعوه غنهم كانوا قوما فاسقين ":
قلت:يبدو أنك مصر على أن تضيعنى ياعزيزى ضع (فلترا )على فمك يرحمك الله
قال :إنه كلام القرآن الكريم شرع الله الذى يجب تحكيمه
قلت:ولو كان قومنا يؤمنون بهذا ما كانت هناك مشكلة
قال :رحم الله معروفا الرصافى حين قال :
ياقوم لاتتكلموا إن الكلام محرم
ودعوا التفهم جانبا فالخير ألا تفهموا
ناموا ولاتستيقظوا ما فاز إلا النوم
لالن يعيش مكرما إلا الأصم الأبكم
قلت:يرحمه الله ولكن هذا القول ماعاد يستقيم مع صحوة الشعوب المسلمة التى تعتقد أن حياتها فى الدنيا والآخرة مرهونة باحترام شرع الله وتحكيمه وأنه لايصح إلا الصحيح ولايبقى إلا الأصح
قال :رغم قسوة الواقع ؟
قلت:لن يكون واقنا أقسى من واقع مصرأيام موسى عليه السلام فقد كان لفرعون كل شىء كل شىء ولم يكن لموسى إلاالله وأنت تعرف ما فعل الله
قال:ونعم بالله

ليست هناك تعليقات: