السبت، 27 ديسمبر 2014

فلسفة فارغة

 معركة كلامية فى مجلس النواب الأردنى بين سيدة تقول :(أين كان الإسلام السياسى فى أثناء حرب فلسطين بينما كان القوميون العرب يبذلون دماءهم من أجلها )؟
وبين عضو يرد عليها بكلام جارح وألفاظ غير لائقة كما قيل...
والحق أننى أرى ذلك فلسفة فارغة ولغوا لاقيمة له...
لأن الحديث عن علاقة الإسلام بالوطنية والقومية قتل بحثا ...
ولكن بعض القوم لايملون من ترديد أن الإسلام دين شمولى يعادى الوطنية والقومية العربية...
يا قومنا....
ياأحباءنا...
ياإخوتنا فى الوطن...
اسمعوا وعوا  الله يرضى عنكم...
الإسلام دين شامل ...نعم ...
يشمل أحوال الإنسان كلها من المهد إلى اللحد وقبل المهد وبعد اللحد...ويضع لذلك الخطوط البينات التى تناسب كل زمان ومكان ولاتتعارض ألبتة مع ظروف التطور ..فهل يعد ذلك عيبا ؟
والإسلام يشمل كل الناس العرب وغير العرب على قاعدة "إن أكرمكم عند الله أتقاكم " فهل يعد ذلك عيبا ؟
وشمولية الإسلام لاتعنى إلغاء (الوطنية )فلابد أن يكون للدين وطن لأن التدين فى أبسط معانيه ممارسة الناس التعبد لله على الأرض ...والرسول صلى الله عليه وسلم وقف فى (بدر) يدعو ربه عز وجل قائلا"اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد فى الأرض بعد اليوم " فهناك أرض وهناك وطن  ...
وهو صلى الله عليه وسلم  وضع صحيفة المدينة التى ترسم منهاج السياسة فى ذلك (الوطن )الوليد بمايحقق حقوق (المواطنين )جميعا كما تقولون عن (حقوق المواطنة )وفيها كان كل سكان المدينة من المسلمين واليهود والبقية من عبدة الأصنام مواطنين يتمتعون بالمساواة الكاملة  والمسئولية المشتركة عن أمن (الوطن )وسلامة أراضيه ...
وسورة "الأنفال عندما تحدثت عن قتال المسلمين جعلت من يفر من أرض المعركة يبوء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ...أليس ذلك دفاعا عن الوطن ؟اا
ومن قبل ذلك قال صلى الله عليه وسلم وهو مهاجر من مكة :"والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وإلىّ ولولا انى أخرجت منك ما خرجت "أليس هذا حبا عظيما للوطن ؟...
وأكثر من ذلك ...
فإن للإسلام عناية بالقبلية وهى الوحدة الضيقة للأساسية للمجتمع العر بى ...فقد طلب النقباء عن قبائل الأنصار فى بيعتى العقبة قبل قيام الدولة بزمان...
والإسلام يشمل كل القوميات دون تعصب أوتمييز...
وهذه هى العقدة عندكم...
تقولون :أين الإسلام من (القومية العربية )؟ااا
أقول لحضراتكم :القومية العربية فى القلب من الإسلام باعتبارها وعاء الإسلام الأول فالنبى عربى والقرآن عربى  وجل من جاهد فى الإسلام من البداية عربى ...ولكن...
هل من الإنصاف أن يتجاهل الإسلام تضحيات (بلال )الحبشى و(صهيب)الرومى و(سلمان )الفارسى ؟أليس من عظمة الإسلام أن يساوى بين رءوس هؤلاء ورءوس (أبى بكر) و(عمر )و(عثمان ) و(على ) ؟
وفى موضوع القوميات بالذات تعالوا لألوى أعناقكم ولاأقول أشد آذانكم...
هل تمارون أن فلسفة (القومية العربية )هى السبب الرئيس فيما تعانيه أمتنا من نكبات ؟
 لاتتصايحوا...بل هو الواقع والتاريخ ...
تركيزكم على القومية العربية كان الدافع الأكبر وراء القوميات الأخرى أن ترفع رأسها وتنادى بالاستقلال  (وما فيش حد أحسن من حد ) فكانت مشكلات (الأمازيغ )فى المغرب العربى و(الأكراد )فى المشرق العربى و(الزنوج )فى الجنوب العربى 
يعنى....
ب (بركة )القومية العربية صارت الأمة أشلاء متناحرة يا حضرات فأى فخر وأى إنجاز للقومية العربية ؟
على أن الإسلام لم يعادى القومية العربية قط ولكنه رعاها وأنتم تعلمون أنه على كل مسلم من أى وطن كان أن يتعلم العربية ليقرأ بها القرآن  ويصلى بها ...ولكن الإسلام لم يتعصب قط للقومية العربية كما تفعلون...وإنما ساوى بين القوميات وبذلك آخى بين الناس ومنع احتمال ظهور انشقاقات فى جسد الأمة وهذا ما هدمتموه بتعصبكم للقومية المسكينة...
أما قولكم :(أين الإسلام فى حرب فلسطين )؟فاسألوا التاريخ يجبكم :(لقد كانت فصائل المجاهدين المسلمين من جماعة تعدونها
إرهابية هى فارسة الميدان على ساحة فلسطين وأذاقت العدو الصهيونى ما لم تذقه جيوش العرب التى خضعت للظالمين الذين أتوا بالأسلحة الفاسدة والذين قالوا للمقاتلين (ماكو أوامر)
أيها (القوميون العرب )...
لقد فاض الكيل ...ثوبوا إلى رشدكم 
وارجعوا إلى الحق ...
إن كنتم تريدون الخير لهذه الأمة 
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل

ليست هناك تعليقات: