الاثنين، 3 سبتمبر 2012

متى يرفض الرأى الآخر ؟


 -من المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستشير أصحابه ويقول :"أشيروا على أيها الناس " ولكن لماذا يلجأ الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الاستشارة والوحى يتنزل عليه بالقول الفصل ؟ 

-لقد علم الله رسوله صلى الله عليه وسلم مبدأ المشورة "وشاورهم فى الأمر "آلعمران 159 ليستقر هذا المبدأ فى أمته "وأمرهم شورى بينهم "الشورى 38 ذلك لأن الوحى خاص به صلى الله عليه وسلم وهو بشر ميت فكيف يفعل الناس من بعده ؟ على أن الوحى يتنزل بأمر الله :

 1-ابتداء  كما فى معظم التشريع .

2-تصويبا لخطأ كما فى قصة الأعمى "عبس وتولى ".

3-ترجيحا لأحد الأمرين كما فى مسألة (أسرى بدر) .

-ولكن هل حدث أن رفض الرسول صلى الله عليه وسلم الرأى الآخر ؟

-نعم .يرفض الرأى الآخر فى موضعين :

الأول:فى مواجهة (نص قطعى الثبوت قطعى الدلالة ) فإذا قال الله تعالى "وأقيموا الصلاة "فلا يجوز لأحد أن يقول :إن لى رأيا فى مسألة الصلاة هذه .ولا يقبل إلا السمع والطاعة .

الثانى :عند طرح مسألة من مسائل العلم الشرعى فلا يحل لمن لاعلم له أن يقول :لى رأى فى هذه المسألة .فالرأى يقبل من أصحاب الرأى المختصين بالنظر والاجتهاد .

-وما عدا هذين الأمرين ؟

-الباب مفتوح على مصراعيه لأهل الاجتهاد على اختلاف موارهم ومصادرهم .

-ولكن أليس فى ذلك تشتيت للأمة بين الاجتهادات المختلفة ؟وتصارعا على أى الاجتهادات أولى من الآخر؟ 

-على العكس .هذه الاجتهادات لاتكون إلا فى نصوص ظنية الثبوت أو الدلالة أو كليهما وهى فهم لأصحاب الاجتهاد من هذه النصوص وما دامت قواعد الاجتهاد صحيحة فهناك ثراء فقهى وأكثر من حل للمسألة الواحدة وهذا فى صالح المستفتى الذى من حقه أن يأخذ بهذا الرأى أو ذاك دون تثريب.

-ولكننا نرى كثيرا من التعصب لهذا المذهب أو ذاك الأمر الذى فرق الأمة ودعا البعض إلى القول بطرح الدين جملة وتفصيلا.

-هذا من الجهل المشين ..فقد كان أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم يختلفون فى الآراء ولا يتعصبون وقال قائلهم :(كنا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى سفر فمنا الصائم ومنا المفطر فلا يعيب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم ) وحين قال صلى الله عليه وسلم :"لا يصلين أحدكم العصر إلا فى بنى قريظة "وصلى بعض الناس قبل الوصول إلى بنى قريظة أجاز الرسول صلى الله عليه وسلم فعل  كل فريق تبعا لأويله النهى .لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم أفضل من طبق مقولة (الاختلاف فى الرأى لايفسد للود قضية ".

ليست هناك تعليقات: