الخميس، 20 سبتمبر 2012

هكذا كانوا يحبونه


 فى معركة بدر الكبرى جاء الصبى /معاذ بن عفراء إلى /عبد الرحمان بن عوف رضى الله عنهم وقال هامسا :ياعم أين عدو الله أبو جهل ؟قال  عبد الرحمان :وما شأنك به ؟ قال :أخبرتنى أمى أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله لايفارق ظلى ظله حتى أقتله أو يقتلنى ...وجاء أخوه /معوذ فقال مثل ما قال ..فأشار إلى أبى جهل ..فهجما عليه وقطعا ساقه مما أدى إلى قتله .......

وقد كان شعراء مكة المشركون يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم فانبرى لهم /حسان بن ثابت رضى الله عنه يهجوهم والرسول صلى الله عليه وسلم يشجعه قائلا "اهجهم وروح القدس معك " هكذا كان أصحاب محمد صلى  الله عليه وسلم يحبونه ويدافعون عنه ...قتالا فى ميدان القتال ..وبالكلمة فى ميدان الكلام ..حب العقلاء ودفاع النبلاء وهم فى الحالين يقدمون أنموذجا عمليا للمسلم حين يغضب ..فلا يخرجه الغضب عن قيم إسلامه ....

أقدم هذين المثلين ومثلهما كثير إلى مسلمى هذا الزمان الذين كثر ادعاؤهم حب نبيهم فإذا جاءت ساعة الامتحان سقطوا سقوطا شنيعا وكانوا حمقى فى غضبهم ..وكانوا أسوأ دعاية لإسلامهم ولو كان النبى صلى الله عليه وسلم حيا لأدبهم على تجاوزهم وتجاهلهم التأسى به ...فبالأمس القريب ينبرى أحد الدكاترة الشيوخ ليقع فى عملية قذف صريح بالزنا فى حق إحدى الفنانات ..ولا نناقش هنا فعل الفنانة فهى ليست بدعا فى عالم الفن ومثلها كثير ..ولكنى أعيب على داعية إعراضه عن قيم الدين الذى يدعو إليه وأقول له :لو حكمنا الشرع الشريف لكان أن تجلد ثمانين جلدة حد القذف وتسقط شهادنك إلا أن تأتى بأربعة شهداء على ما قلت ولست بفاعل .

وبالأمس فقك ذكرت الصحف قيام بعض الحمقى بمحاولة الهجوم على أحد المشاركين فى الفيلم المسىء إلى النبى صلى الله عليه وسلم بقصد قتل أمه وأخته ..إلا أن الشرطة حالت بينهم وأفهمتهم أن المذنب مقيم فى أمريكا وأن هؤلاء لاذنب لهم ...ولم تذكرالصحيفة ماذا فعلت الشرطة بهؤلاء العصابة ؟ فإن كانت تركتهم يذهبون فهذه والله مصيبة كبرى وتشجيع على الإجرام ..يجب أن يحاكم هؤلاء بجريمة الشروع فى قتل غير مشروع ..ولو فعلوا لكان لزاما أن يحكم عليهم بالإعدام .

إن حب الرسول شعور نبيل نحو نبى نبيل أرسله ربه رحمة للعالمين وكان أنموذجا عاليا فى حربه وسلمه غايه فى الشهامة حين يخاصم ..وهو الذى جعل الفجور فى الخصومة من علامات النفاق :"أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه إحداهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها :إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر وإذا اؤتمن خان " 

صلوات الله وسلامه عليك يارسول الله...أين أتباعك من هذا المنهاج الراقى ؟ صدق من قال (عدو عاقل خير من صديق جاهل )

ليست هناك تعليقات: