السبت، 15 سبتمبر 2012

الرسول بين الحاقد والجهول

 بعد غزوة الأحزاب وغدر يهود بنى قريظة بعهدهم مع المسلمين بارتكابهم الخيانة العظمى بانحيازهم إلى الأحزاب واختيارهم /سعد بن معاذ رضى الله عنه حكما بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم  وبعد أن حكم عليهم بالقتل ..قدم عدوالله حيى بن أخطب للقتل فقا ل له النبى صلى الله عليه وسلم :"أسلم ياحيى فوالله إنك لتعرف أنى رسول الله " فقال حيى :(والله ما لمت نفسى فى عداوتك ولكنه من يخذل الله يخذل ) فضربت عنقه ....هذا الموقف يعبر بجلاء كيف يفعل الحقد بأهله ؟إن حيى بن أخطب أحد كبار أحبار يهود وهو أعلم من غيره بصدق محمد صلى الله عليه وسلم ولكن الحقد أكل قلبه فأعماه عن الحق ودفعه إلى التحالف مع الشيطان فأورده موارد التهلكة ..ويبدو أن هذا موقف ثابت من يهود فقد حكى القرآن انحيازهم إلى مشركى مكة عندما سألوهم :أديننا خير أم دين محمد ؟ قالوا :دينكم خير من دينه ."ألم تر إلى الذين أوتوانصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين ءامنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا"النساء 51-52 فالقضية قضية حقد إذن ومع الحاقدين لاتجدى الوسائل وإنما سبيل التعامل معهم أن تتركهم لأحقادهم تأكلهم ..كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله ...إلا أن خطر هؤلاء الحاقدين فى تجنيدهم  للجهلاء وإلقامهم ما يريدون من إفك وأباطيل تدفع هؤلاء إلى بغض الإسلام والمسلمين ..ولكن من رحمة الله تعالى وبركاته أنه لم يحدث أبدا أن أراد أحد شرا برسوله إلا انقلب هذا الشر على أهله وصار خيرا على رسوله صلى الله عليه وسلم  ..وفى حياته مواقف عديدة...فقد قال أبو جهل لأصحابه وهم فى حجر الكعبة :(عندما يسجد محمد سأضع قدمى على عنقه ) وشاء الله أن يأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسجد ويتقدم عدو الله ولكنه يعود القهقرى سريعا وقدارتعدت فرائصه فيقول أصحابه :مالك ؟فيقول (والله لقد رأيت بينه وبينى خندقا من النار) وهكذا ارتد كيده عليه بسخرية أصحابه منه ...وذات يوم قدم أعرابى مكة ووقف يناشد المجتمعين بالكعبة أن ينصفوه ممن أكل حقه فيرونها فرصة لإحراج محمد صلى الله عليه وسلم ويشيرون إلى  النبى قائلين :هذا هو الرجل الذى يستطيع إعادة حقك إليك فيذهب الرجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم مستغيثا به فيسأله عن غريمه ثم يقوم معه ويدق بابه  فيخرج إليه فيقول له صلى الله عليه وسلم "أعط هذا الأعرابى حقه " فيقول بوجه مصفر :انتظر سأحضر المال ..ويذهب الأعرابى شاكرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتسأل قريش آكل الحق عما جرى فيقول (لقد رأيت بينى وبينه فحلا من الإبل لو تقدمت إليه لأخذنى ) بل لقد وصل الأمر إلى مؤامرة محبوكة (يأخذ شاب من كل قبيلة سيفا وينتظرون محمدا وهو خارج من بيته للصلاة فيضربونه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه فى القبائل ويرضى قومه بالدية ) وطبعا تعلمون ما حدث فقد رد الله كيدهم فى نحورهم وسخرمنهم محمد صلى الله عليه وسلم ووضع التراب على أرؤسهم وفى موقف جمع بين اثنين من أشد أعداء النبى قال عمير بن وهب لصفوان بن أمية :(لولا صبية لى أخشى أن يضيعوا لقدمت إلى هذا الرجل فقتلته ) فقال صفوان :(عيالك عيالى ) فقدم عمير المدينة وقد شحذ سيفه وسمه فأمسك به عمر رضى الله عنه وقدم به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى قال له:"ماالذى أتى بك يا عمير "؟ فتعلل ببعض الأمور فقال له صلى الله عليه وسلم "بل جلست أنت وصفوان عند الصفا فقلت كذا وقال كذا "فذهل عمير وأسلم لساعته ...وفى المدينة حاولت يهود قتله بإلقاء صخرة عليه فأنقذه الله .....وبعد موته صلى الله عليه وسلم لم تنته محاولات تشويه صورته صلى الله عليه وسلم أملا فى  إيقاف مد الدعوة الإسلامية وأملا فى أن ينفض المسلمون عن نبيهم حين يرونه معيبا ولكن الله كان لهذا الكيد بالمرصاد وعندما خرجت كتب المستشرقين الحاقدين تتهم النبى بالكذب سخر الله من بينهم من يكتب كتابا سماه (العظماء مئة وأعظمهم محمد ) وفى كل محاولة للتهجم عليه صلى الله عليه وسلم يقلب الله ذلك الشر خيرا عندما يدفع كثيرا من غير المسلمين إلى النظر فى أمر هذا النبى ودينه فيدخلون فى دين الله أفواجا على أن الأمر المهم فى هذا الصدد هو أن نسأل أنفسنا -نحن جماهير المسلمين -:هل قمنا بواجبنا لتعريف غير المسلمين بالإسلام ؟حتى لاندع فرصة للحاقدين لتجنيد الجاهلين ؟أعتقد أننا مقصرون كثيرا فى ذلك ومن هنا وجب أن نلوم أنفسنا أولا ..وإذا كان هناك فيلم مسىء للنبى صلى الله عليه وسلم فإن معظم أفلامنا تسىء إليه وكذلك أغانينا الهابطة  التى تفتقر إلى الأدب والذوق ..أليس كل ذلك رسائل بالغة السوء تقول لأعدائنا :هانحن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم متخلفون فكريا واجتماعيا وحضاريا ...فأى خجل عظيم يخجله النبى صلى الله عليه وسلم منا ؟وهل نحن حقا من قال الله فيهم "خير أمة أخرجت للناس "؟ علينا أولا أن نسعى لأن نكون جديرين بالانتماء إلى هذاالنبى العظيم وساعتها سيكون كل منا داعية إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وساعتها نطمح إلى أن نغير العالم . 

ي

ليست هناك تعليقات: