السبت، 19 ديسمبر 2009

حقيقة العورة

(العورة) كلمة تعنى النقص والعيب فالعورتلف يصيب العيون وهو
نقص وعيب ,وهذاالعيب ظاهرولكن وراءه سبب خفى فى الجهاز  
البصرى .
وهذا ينطبق تمام الانطباق على كل النقائص والعيوب .             
وقد لايظهر العيب رغم وجود السبب لعدم وجود الظرف المناسب.
مثلا :هذا الشخص خائن رغم أنه لم يجحد الأمانة لسبب بسيط هو
أن أحدا لم يودع لديه أمانة ,أى أنه لم يوضع موضع الاختبار,ولو
وضع فى الاختبار لظهر العوار.إنه خائن والخيانة فى دمه ولكن
الظروف لم تمكنه من الخيانة ,أى أنه خائن مع إيقاف التنفيذ .   
وهذا سارق بطبعه ولكن المسكين حظه عاثر يمد يده فى جيوب 
المفلسين فيرجع بخفى حنين وكلما خطط لسرقة فشلت خططه فهوسارق حتى أذنيه وإن لم يضبط بسرقة واحدة .               
تعالو نقترب من الهدف أكثرونقول :إن هذا الشخص زان والعياذ
بالله رغم أنه يلبس مسوح الرهبان ويرى الحسناء فيحوقل شبقا...
إنه يتوق إلى الرذيلة ولكنه لايمكن منها لظروف خاصة أو عامة
فهو فى خبيئة نفسه زان زان حتى إشعار آخر ,وإن كانت رحمة
الله لا تؤاخذه إلا بعد مقارفة الإثم .                                  
ومثل هذا يقال عن العورة الحسية عورة الرجل والمرأة .         
فالمرأة التى تعرى جسدها وتلبس القصير أو الشفيف هى امرأة قد
تعرت نفسيا قبل ذلك وما العرى الظاهر إلا صورة للعرى الباطن
وإلا فالمرأة التى تتكشف رغما عنها لايقال إنها تتعرى لأن باطنها
ليس كذلك ,ورضى الله عن تلك الصحابية الفاضلة التى كانت تصرع وتتكشف ورضيت أن تصبر على البلاء مقابل الجنة كما 
أخبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنها طلبت أن يدعو لها
حتى لاتتكشف ,فهذه امرأة طهور رغم تكشفها السابق .           
وهذه الصحابية الفاضلة التى ذهبت إلى سوق (بنى قينقاع ) فى   
المدينة وجلست أمام أحد الصاغة اليهود فعمد أحد خبثاء اليهود   
إلى أسفل ثوبها من الخلف فعقده إلى ظهرها فلما وقفت انكشفت      وكان ماكان من تداعيات هذا الحدث الذى انتهى بإجلاء بنى قينقاع من المدينة .
الشاهد فى الحكاية أن هذه السيدة فاضلة رغم تكشفها لأنها ماتزال
فاضلة فى نفسها .
ولكن هل يمكن أن يقال العكس ٍ؟
يعنى تلك الفتاة المحجبة وربما المنتقبة وهى مضطرة هل هى فى
الحق عارية ؟
أنا أقول :نعم بكل تأكيد ,لأنها محجبة بالإكراه ولاإكراه فى الدين
فهذا حجاب زائف زيف نفسها ,زائل زوال الإكراه وهذا ليس من
التدين فى شىء .
إذن .فالطهارة الجسدية قرينة الطهارة القلبية ,وهذا ما صرح به
القرآن فى قوله عز وجل :"قل للمؤمنين يغضوامن أبصارهم ويحفظوافروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيربمايصنعون"النور30  فانظروا-رحمنا الله جميعا-إلى ربط
غض البصر وحفظ الفرج بالزكاوة أى الطهارة وانظرواإلى ختام
الآية بصفة الله(الخبير )التى تعنى الاطلاع على الخبايا والخفايا .
نعود ونقول :إن الظاهر والباطن وجهان لعملة واحدة هى هذا   
الإنسان ,وإذا حدث انفصام بينهما فهذا هو الزيف والكذب والنفاق ,نعوذ بالله من ذلك .
..مصطفى فهمى ابو المجد 

ليست هناك تعليقات: