الجمعة، 18 ديسمبر 2009

فى ظلال الهجرة

قال :عندماأسرى بالنبى صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج به إلى السموات العلا كان فى صحبته جبريل عليه السلام وكان مركبه (البراق ).ولكن فى رحلة
الهجرة لم يحدث ذلك وترك صلى الله عليه وسلم يخوض التجربة
شخصيا .فما الحكمة من ذلك ؟
قلت:لأن رحلة الإسراء والمعراج كانت للتكريم وهذاشأن يخص
المكرَّم فى الدرجة الأولى أما الهجرة فكانت رحلة تعليم وهى بالطبع تهم جمهور المتعلمين .
ومن هنا كان لابد من أن يكون الدرس علانية .
لقد بذل صلى الله عليه وسلم كل ما يمكن أن يفعله بشر ...
فقد أحسن التخطيط واختيار المساعدين وتوزيع الأدوار والتعمية
على المطاردين بالتوجه جنوبا إلى الغار بينما يظن الأعداء أنه
اتجه شمالا ومحاولة طمس آثار الأقدام ثم اختيار طريق غير الطريق المألوفة .
وعلى الرغم من ذلك ...
وصل المطاردون إلى الغار ...
وفزع أبو بكر ولكنه صلى الله عليه وسلم طمأنه إلى أن الله لن يسلمه أبدا .
ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم اتخذ كل الأسباب المتاحة
مع كامل التوكل على الله خالق الأسباب .
وهذا درس مهم يجب نقله إلى جميع مظاهر حياتنا ...
داخل بيوتنا لابد أن يقوم كل فرد فى الأسرة بواجبه على خير وجه وبجدية مثلما فعل صلى الله عليه وسلم فى الهجرة .
وكما مارس الأسباب دون تواكل يجب أن نفعل ذلك فى مدارسنا
ومصانعنا وحقولنا ودواوين العمل .
وكما كان عليه الصلاة والسلام يخطط لصغار الأمور وكبارها
علينا العناية بهذا الفن الكبير فن التخطيط .
لقد كانت الهجرة وما تزال مدرسة كاملة .
وإذا كانت الهجرة من مكة إلى المدينة حادثا تاريخيا مضى فإن
الهجرة الروحية باقية ..
الهجرة إلى الله بكل ما يعنيه ذلك من الاعتصام بهذا الدين كنظام
حياة كامل يرسم للإنسان طريق السلام النفسى والسعادة الحقة .
فهل نهاجر ؟
...مصطفى فهمى ابو المجد

ليست هناك تعليقات: