الثلاثاء، 9 يونيو 2009

سعيد والحجاج

سعيد والحجاج
سعيد بن جبير-رضى الله عنه- من كبار التابعين وقد كان صديقا للحجاج قبل أن يتولى الإمارة فلما أصبح الحجاج أميرا وطغى وظلم
تصدى له سعيد وحرض الناس على الوقوف فى وجهه فقبض عليه الحجاج وأوقفه بين يديه ودار بينهما هذا الحوار:
الحجاج:ما اسمك؟
سعيد:سعيد بن جبير.
الحجاج:أنت الشقى بن كسير.
سعيد:أبى كان أعلم باسمى منك.
الحجاج:شقيت وشقى أبوك.
سعيد :الغيب لا يعلمه إلا الله.
الحجاج:لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى.
سعيد:لو علمت أنك كذلك لاتخذتك إلاها.
الحجاج:ما رأيك فى على بن أبى طالب أهو فى الجنة أو هو فى النار؟
سعيد:لو دخلتها لعلمت من فيها ولكنى ما زلت فى دار الفناء.
الحجاج:ما رأيك فى الخلفاء؟
سعيد:لست عليهم وكيلا.
الحجاج:أيهم أحب إليك؟
سعيد:أرضاهم لخالقى.
الحجاج:فأيهم أرضاهم لله؟
سعيد:علم ذلك عند من يعلم سرهم ونجواهم.
الحجاج:لماذا لا تضحك كما نضحك؟ا
سعيد:وكيف يضحك مخلوق خلق من الطين والطين تأكله النار؟ا
الحجاج:ولكن نحن نضحك.
سعيد:لأن القلوب لم تستو بعد.
الحجاج:اختر لنفسك قتلة أقتلك بها.
سعيد:اختر لنفسك أنت يا حجاج فوالله لاتقتلنى قتلة إلا قتلك الله مثلها فى الآخرة.
الحجاج:أتحب أن أعفو عنك؟
سعيد:إن كان العفو فمن الله.
الحجاج:اذهبوا به فاقتلوه.
سعيد يضحك وهو يخرج مع جند الحجاج.
الحجاج:لماذا تضحك؟ا
سعيد:لأنى عجبت من جرأتك على الله ومن حلم الله عليك.
الحجاج:اقتلوه.
سعيد:"إنى وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين".
الحجاج:وجهوه لغير القبلة.
سعيد:"فأينما تولوا فثم وجه الله"
الحجاج:كبوه على وجهه.
سعيد:"منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى "
الحجاج:اذبحوه.
سعيد:إنى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.(ثم رفع يديه إلى السماء وقال):خذها منى يا عدو الله حتى نتلا قى يوم الحساب
اللهم اقصم أجله ولا تسلطه على أحد يقتله بعدى.
واستجاب الله فأصيب الحجاج بمرض عضال أفقده عقله وكان كلما أفاق قال :مالى ولسعيد بن جبير؟ااثم مات ولم يمكنه الله من أحد .

ليست هناك تعليقات: