الأحد، 7 يونيو 2009

نحو الأمية

نحو الأمية
قد تكون هناك أمور مشوشة يصعب التثبت منها والحكم عليها.
وقد تكون هناك مسائل يثور الجدل حولها ويتعذر حسمها .
ولكن هناك أمور واضحة لا يختلف عليها اثنان لأنها ظاهرة تصك العيون والآذان والأفهام.
ومن هذه الأخيرة فشل المشروع التعليمى الرسمى فى مصر فهذا أمر تؤكده الممارسات المشاهدة والوقائع الحاصلة والحقائق
الدامغة ويثحدث بها الخاص والعام أى أنها حالة يقر المجتمع جُلّه بأنها ميئوس منها.
وبالرغم من فشل مشروع التعليم العام عندنا فإن هناك ما يسمى (جهاز محو الأمية) الذى تشكل منعشرات السنين.
ويمكن للواحد منا أن يضحك حتى البكاء -لأن شر البلية ما يضحك-أو يبكى حتى الضحك.
لأنه إذا كانت وزارة التعليم بما لديها من إمكانات هائلة تقرب من الثلاثين مليارا قد فشلت فى تحقيق هدفها المعلن وهو إخراج
طالب متعلم وقدمت بدلا منه الطالب الجاهل المنحرف أخلاقيا بما يتاح له من عمليات الغش العام كما قلنا فى مقال سابق.
أقول:إذا فشلت الوزارة فىذلك فهل تنجح فيه هيئة أو جهاز بائس؟ا
أم أن الأمر -كما يقول الناس-لا يتعدى ميزانيات تدخل جيوب المحظوظين؟
إن الوزارة تسير نحو الأمية بسرعة الصاروخ فلا عجب أن تحاكيها كل الأجهزة الرسمية التى تدور حول محورها والأرقام التى تقدمها هيئة محو الأمية مزورة مزورة مزورة والفصول التى يقال إنها تعمل إنماهى فصول تلفزيونية.ااا
ولكن ألا يوجد حل؟
الحل موجود وممكن .
الحل للتغلب على كل مشكلات التعليم ومنها الأمية:
أولا:الجدية الكاملة فى النهوض بالتعليم وعلامة هذه الجدية تشكيل مجلس أعلى لجودة التعليم من الشخصيات العامة غير الحكومية
والمشهود لها بالنزاهة والكفاءة .وإطلاق يديها فى مجال عملها .
ثانيا:وضع اللوائح الفعالة لمتابعة مشكلات (العملية التعليمية) تفصيلا بناء على دراسات مراكز الخبرة.
ثالثا:أن تشمل منظومة التعليم كل المجالات الخاصة والعامة بمعنى أن تحكمها قوانين واحدة وألا تكون عبئا على أصحاب الدخل المتوسط .
رابعا:أن تكون لأصحاب القدرات المتميزة حظوة بحيث تتسابق الجهات المعنية على الفوز بهم وتقديم الرعاية الكاملة لهم باعتبارهم
قاعدة الأمة للنهضة العلمية ومتابعة هؤلاء حتى يتخرجوا ويحتلون المكان المناسب لهم على خريطة العمل العام.
خامسا:رصد أكبر قدر ممكن من المليارات لتشجيع المبتكرين فى مجال التطبيق العلمى (التكنولوجيا)بدلا من إهدارها على اكتشاف المواهب الفنية والكروية وإذا كان لابد من هذه الأخيرة فلتكن من جيوب الأغنياء بعيدا عن دافعى الضرائب.
وأخيرا....فإن مصرلا تنقصها العقول ولا العزائم ولكن ينقصها العدل وصدق النوايا.وصدق من قال:
لا يفضل عقلا عربيا
غربى أو أمريكانى
لكن الظلم يحطمنا
فيشل لسان ويدان.
والله ولى التوفيق.
مصطفى فهمى أبو المجد

ليست هناك تعليقات: