وظيفة عجيبة
أحد أبنائنا الأذكياء يقول:
قرأت مقالك(المبتهل الشيخ) فهل (الابتهال) وظيفة؟
والحقيقة أن هذا السؤال أعجبنى جدا.
يا بنى العزيز.
(الابتهال)ورد فى آية واحدة فى القرآن :"فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل
تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين"العمران 61.
ومناسبتها وفد نصارى نجران الذى ناظره النبى صلى الله عليه وسلم فى أمر المسيح فلما
أصروا على باطلهم دعاهم إلى (المباهلة)أى الملا عنة.
فمعنى (الابتهال)هنا الدعاء باللعن.
وهناك معنى آخر للكلمة وهو الإخلاص فى الدعاء وهو المراد من السؤال.
ولكن هل (الابتهال)وظيفة إسلامية؟
إذا كان الابتهال هو الدعاد وكان الدعاء هو العبادة بمقتضى حديث النبى صلى الله عليه
وسلم فإن الصلاة عبادة والصوم عبادة والزكاة عبادة والحج عبادة بل كل أمور المسلم
عبادة إذا قصد بها وجه الله .فهل يجوز-بمقتضى ذلك-أن يقال:المصلى أو الصائم أو المزكى أو الحاج الشيخ؟.
هل يجوز أن تكون العبادة التى يتوجه بها إلى الله وحده (وظيفة)يحصل المسلم منها قوتا
يعيش عليه؟ا.
هذا أمرشرعى لأنه يخص الدين .ولهذا لايقبل فيه إلا حكم الدين.
ومرجعيتنا الدائمة حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم-وصحابته.
فهل اشتغل أحدهم مبتهلا؟ا
وما سند هذه (الوظيفة)المبتكرة ؟.
قد يقال:إن هذا من دواعى التطور والحضارة,
وهذا مردود بأن أى تطور فى المسائل الدينية لا بد أن يدور فى فلك (مقاصد الشريعة)
حتى لا تنفلت الأمور دون ضابط .فما المقصد من هذه(الابتهالات)؟
هل هو تعريف المسلمين بدينهم؟
إن المسألة مسألة أذكار وأدعية وتلك أمور خاصة بين العبد وربه .
وياليت هؤلاء (المبتهلين)يعلمون الناس السيرة النبوية أوالغزوات الإسلامية أو ما شابه
ذلك لكان هذا أمرا مفيدا ومشروعا.وحينئذ لابد من تغيير هذا الاسم المبتدع إلى شىء آخر
مثل(القصاص)أو(الحاكى)أو.....
نحن فى حاجة إلى قدر كبير من(التقوى).
كى ننظرإلى ديننا بقدر أكبر من الاحترام.
وننظر فيه بقدر أوفر من الجدية.
وننأى بهذا الدين عن توظيفه لصالح رغباتنا ومادياتنا.
ديننا نظيف وحرام أن نلوثه بهذه البدع المنكرة.
ديننا خفيف وحرام أن نثقله بهذه المخترعات التى ما أنزل الله بها من سلطان.
ديننا كامل لايحتاج إلى رتوش أو ملحقات.
يا ناس يا مسلمون اتقوا الله فى دينكم وأمامكم أبواب العلم فاقتحموها تفيدوا وتستفيدوا
وإلا فابحثوا عن وسيلة عيش أخرى بعيدا عن التكسب باسم الإسلام.يرحمكم الله.
مصطفى فهمى أبو المجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق