الأربعاء، 10 يونيو 2009

أيها الفنانون اتقوا الله

أيها الفنانون اتقوا الله
قال صاحبى:كم عدد الفنانين فى الوطن العربى؟.قلت:ماذا تعنى بالفنانين؟قال:المشتغلين بالفن من ممثلين وممثلات ومطربين ومطربات وملحنين ومخرجين ومصورين وكل من يشارك فى الأعمال الفنية.قلت:الله أعلم ولا بد أنهم كثيرون
ولكن لم هذا السؤال الغريب؟اقال:إننى أعتقد أنهم لايقلون بحال عن مليون إنسان.قلت:ومذا يعنى هذا بالنسبة لك؟
قال:إذا كان العرب حوالى ثلاث مئة وخمسين مليونا فمعنى هذاأنه يوجد فنان مقابل كل ثلاثمئة وخمسين شخصا وهذه النسبة غير موجودة فى الأطباء ولا المهندسين ولا المعلمين الخ...قلت :كثير من أهل الفكر يقولون إننا بحاجة إلى المزيد من أهل الفن لنرتقى بالذوق العام إلى أقصى مدارج الجمال.
ضحك صاحبى ضحكة طويلة قال:أستحلفك بالله هل أنت تؤمن بما قلت الآن؟قلت:أمَا إذ حلّفتنى فإنى لا أومن بحرف مما يقولون ولكنى أنقل كلامهم.قال:وما تتوقع منهم وهم يرتزقون من هذا الفن؟اويبنون منه المجد الأدبى والمادى؟ا
قلت:هل تعتقد أن الصورة كلها قاتمة ؟قلت:تعال نحكم الواقع فهو لا يكذب. قلت:وماذا يقول الواقع؟ قال:لابد أن هناك
بعض الأعمال الجادة ولكن كم تبلغ نسبتها فى هذا الكم الهائل على الساحة؟ قلت:الله أعلم لست خبيرا فى هذا المجال.
قال:لنحسن الظن عشرة بالمئة؟ عشرون ؟قلت:لاأعتقد فهذه نسبة مرتفعة بالقياس إلى ما نرى.قال:فلتكن كذلك فهل
تدرى دلا لا ته؟قلت:ما هى؟ قال:معنى هذا أن الفنانين يطلقون علينا ثمانين قنبلة مقابل عشرين تفاحة.
قلت:يا له من تشبيه.ااقال:أليس من المفروض أن الفن يجسد القيم ويصنع الترفيه الهادف والمحترم؟فهل الفن عندنا
يفعل ذلك؟ا قلت:ولكنا أحيانا نسمع بعض الأغانى التى تمجد الوطن .قال:أغانى يقدمها أشخاص لاهوية لهم يصفقون
لكل حاكم ويسيرون فى ركاب كل مسؤول فإذا سقط طاغية وجاء طاغية كان شعارهم(مات الملك يحيا الملك).
قلت:والثقافة؟قال:الثقافة لا يقدما إلا مثقف وفاقد الشىء لا يعطيه.قلت:والفن يتحدث كثيرا عن الحب فهل هذا خطأ؟
قال:أى لون من الحب يتحدثون عنه؟ حب الوطن ؟ أم حب القيم ؟أم حب الدين؟ أم حب الرجل للمرأة ؟
قال: بل حب الرجل للمرأة .قلت:وهكذا أصبحت الحياة -فى نظر الفن-رجل وامرأة يحاول كلاهما أن يصل إلى الآخر أو أن يهرب منه أو ..أو..من هذه الأمور التى أكل الدهر عليها وشرب وأصبحت مضرب الأمثال فى السخرية فيقال (فيلم
عربى).قلت:ألم تشاهد أبدا عملا فنيا راقيا؟ قال:بلى رأيت. رأيت مسلسلا ت فى التاريخ الإسلامى تعرض فكرا راقيا
وعملا يشد الصغار والكبار ويمتع ويفيد.قلت:الحمد لله.قال:ولكن المشكلة أن هذه نقاط ضوء ضعيفة وضئيلة وسط
ركامات سيئة وساقطة ومؤذية.إننا أمام جيش من الذئاب نمنحه الأموال والتشجيع ونفتح له عقولنا وقلوبنا وبيوتنا ثم
هو لا يتورع أن يمطرنا بقذائفه المهلكات وسط هتافات الاستحسان فهل رأيت أسوأ من قطيع من الأغنام تقوده الذئاب إلى حتفه فيمضى وهو يقبل أيدى الجزارين سعيدا راضيا ؟هل يوجد شىء أفظع من هذا؟
قلت:إنك تملأ نفسى رعبا .فما المخرج منهذه الحال؟ قال:لن تصلح الحال فى أى مجال إلا عن طريق عقل الأمة فلا أمل
فى أمة لا عقل لها.قلت:وما تقصد بعقل الأمة؟ قال:أجدادنا المحترمون كان لهم تعبير رائع عن هذا العقل وهو(أهل الحل
والعقد) إنهم أولئك النفر الكرام العلماء والنبلاء المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة هؤلاء هم عقل الأمة الذى يخطط ويراقب
ويراجع لأنه مسؤول وأمين.قلت:والفن؟ هؤلاء يقيمون الفن الراقى الممتع والمفيد لأنهم أصحاب فكر رشيد.
ولنا لقاء آخر مع أهل الفن .
مصطفى فهمى أبو المجد


ليست هناك تعليقات: