الثلاثاء، 24 فبراير 2015

حوار مع مراهق


حوار مع مراهق :
قال أولاأعترض على هذا التعبير 0المراهق ) ماحكاية مراهق هذه التى تذلوننا بها ؟
قلت: أى بنى ..هذه الكلمة مأخوذة من (الرهق )والرهق التعب ألم تقرأ قوله تعالى "فزادوهم رهقا ؟ أى أنهاتعبر عن مرحلة من العمر جديدة لها صفات وعوامل طارئة لم تكن موجودة وهى تمثل تجربة جديدة لها صعوبتها وعلى الكبار أن يعينوا المراهق على التعامل معها بحكمة باعتبار أنهم مروا بها 
قال :هه الكبار ؟أ هم أساس المشكلة 
قلت : كيف يابنى ؟
قال يعاملو ننا على أننا أطفال رضّع فلا ينفكون يصدرون الأوامر ويقيدون القيود 
قلت :قد يكون الحق معك فكثير من أوياء الأمر يتشددون مع أولادهم 
قال :انظر هذا أنت تقول (أولياء الأمر ) هل نحن فى مدرسة ؟
قلت : والله يابنى نحن فى مدرسة مدرسة الحياة الطويلة العريضة العميقة بما فيها من مشكلات وتعقيدات أنت مثلا فتى متوثب طموح تحلم بكذا وكذا فقل من أين تستمد أحلامك ؟ من مسلسلات التلفزيون ومن صفحات النت قل لى بربك أين كل ذلك من الواقع ؟ وهل يستطيع أهلك أن يقدموا لك كل ما تريد ؟ألست ترهق نفسك وترهقهم بهذه الأحلام ؟
قال أليس من واجبهم أن يوفروا لنا سبل الحياة الكريمة ؟أليسوا أولياء أمورنا كما تقول ؟
قلت:يا بنى لايكلف الله نفسا إلا وسعها وعلى الأولاد أن يتعلموا معنى القناعة والرضا لأن من يجرى وراء رغباته لن يشبع أبدا وسيظل يجرى ويجرى حتى تتقطع أنفاسه لأن الرغبات لاحدود لها 
قال :يعنى أنتم تعلموننا الكسل والخضوع للظروف فأين الطموح ؟
قلت: جميل جميل فتح الله عليك جئت إلى مربط الفرس الطموح يا عزيزى أن تضع لنفسك هدفا بعيد المدى تجعله أساسا لحركتك فى الحياة فقل لى ما هدفك الأسمى أقل لك من أنت ؟ 
قال :هدفى أن أكون مهندسا أعمل فى شركات البترول 
قلت:حسنا هل هذا هو هدفك الأسمى فى الحياة ؟
قال : ولا شىء سواه 
قلت:ألست مسلما ؟
قال :أنا مسلم ولكن مادخل الإسلام بما أقول ؟
ألا يوحى إليك الإسلام بهدف أسمى فى الحياة ؟
قال: هل الإسلام ضد طموحى ؟ أليس العمل من وسائل الإسلام المهمة ؟ ألم تعلمونا هذا ؟
قلت صحيح ما قلت الآن العمل وسيلة لاغاية 
قال :أنت تحيرنى ماذا تقصد ؟
قلت: يجبأن يكون هدفك الأسمى كمسلم /الفوز بالجنة / نعم الفوز بالجنة يجبأنيكون هدفك الأسمى الذى تضعه نصب عينيك 
قال :وهل العمل فى شركات البترول يمعنى من الجنة ؟
قلت:أيها الفتى المسلم الطموح أنت أمل الإسلام أن تكون خير من يقدمه للناس من خلال عملك وسلوكك والعمل -كما قلت -مجرد وسياة تعينك على أن تعيش مسلما حقا تقدم الخير لنفسك ولأمتك وللعالم هل تتفق معى فى ذلك ؟
قال : نعم 
قلت:أنت تحلم بأنتكون مهندسا كبيرا فى البترول وهذا حلم مشروع طبعا ولكن ماذا لو حالت الظروف دون تحقيق هذاالحلم ؟
قال :أنتتبشرنى ؟
قلت:الإنسان العاقل لايضع البيض كله فى سلة واحدة 
قال : ماذا تعنى ؟
قلت:علينا أن نضع البدائل ضمنالهدف الأساس يعنى أنا مسلم هدفى الأول أن اكون من أهلالجنة ومن اجل هذا يجب أن أعمل عملا نافعا يرضى ربى ورغبتى أن أكون مهندسا لذا لابد أن أملك الأدوات المناسبة فأستذكر دروسى جيدا وأتفوق لأحصل على الدرجات التى تؤهلنى لذلك ولا أنسى مع كل هذا أسلوب حياتى كمسلم فى احترام الآخرين خاصة من هم أقربإلىّ فأكون ابنا بارا بأهلىطمعا فى توفيق الله لأن توفيق الله فى الدنيا لاينال إلا بالطاعة وأنت -يابنى -تعلم مذا قال الله ورسوله فى طاعة الوالدين 
قال :وإن أساءا فى استخدام صلاحيتهما ؟
قلت:ليس بعد الكفر ذنب وأنت تحفظ الآية "وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا " قلى أيها العزيز من أى سورة هذه الآية ؟ وما مناسبتها ؟
قال : هى من سورة (لقمان ) ينصح ابنه 
قلت:فتح الله عليك أب ينصح ابنه يعنى نصح إنسان مخلص لأعز مخلوق عنده
قال :ليس كل الآباء كلقمان عليه السلام 
قلت:طبعا وأنا أعرفأن لك ظروفا خاصة ولكنى أعلم أن الله عوضك أخيرا بأم أنت كل حياتها وجد أنت روحه التى بين جنبيه وهما يحبانك أكثر من أنفسهما 
قال: يعنى ماذا أفعل ؟
قلت:تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتركل اللعين بالحذاء وتسرع إلى أمك وجدك فترضيهما وتطيع الله فيهما يفتح الله عليك ويصالحك عليه وعلى نفسك وعلى دنياك ويلهمك الصواب فى مستقبل حياتك ويبارك لك فيه ولاتكن كمن قال فيه الشاعر :
أعلمه الرماية كل يوم 
فملا اشتد ساعده رمانى 
وكم علمته نظم القوافى 
فلما قال قافية هجانى 
وإنى أنصحك نصيحة خبير مجرب فهل تقبل نصيحتى ؟
قال:تفضل 
قلت:صاحب من أكبر مك وأحسن اختيارأصحابك ولا تنس ثم لاتنس ثم لاتنس الصلاة والقرآن 
قال :أحول إن شاء الله 
قلت :ولن تندم أبدا الله معك يرعاك ويوفقك إن شاء

ليست هناك تعليقات: