السبت، 7 فبراير 2015

الصراط المستقيم

الصراط المستقيم
قال:ندعو الله صباح مساء "اهدنا الصراط المستقيم " والصراط المستقيم شىء صعب والقليل القليل من يقدر عليه
قلت :ومن قال إن الصراط المستقيم شىء صعب ؟

قال: أليس الصراط المستقيم هو أوامر الله ونواهيه ؟ هذا ما أفهمه
قلت:وهو فهم صحيح ولكن من قال إن الأوامر والنواهى الربانية صعبة ؟
قال:لو كانت سهلة لامتثل الناس جميعا ولما كانت هناك مشكلة
قلت:إن عدم امتثال الناس ليس مرده صعوبة المنهج الإلاهى بل الرغبة فى اتباع هوى النفس
قال: زدنى إيضاحا
قلت: ما الذى تستصعبه فى المنهاج الإسلامى ؟
قال: الصلاة مثلا أليست عبئا ثقيلا يقيد الإنسان ؟
قلت:الصلاة واجب يريح النفس المؤمنة وإن كان فيه بعض التعب الجسدى غير المصنى
قال:أنسيت أن الصلوات ليست خمسا فقط بل هناك سننا وتطوعات ؟
قلت:هناك الكم والكيف أما الكم فهو الصلوات الخمس المفروضة ومن زاد فبمحض الرغبة والمحبة لله
قال :وما حكاية الكيف هذه ؟
قلت:كيف يصلى المسلم ؟إنه يصلى حسبما يستطيع قائما إن كان يقدر على القيام جالسا إن كان به علة بل مضطجعا بل يجرى أفعال الصلاة على قلبه إن كان عاجزا أليس فى هذا التيسير كله ؟
قال:بلى هو تيسير كبير ولكن الصراط المستقيم ليس صلاة فقط
قلت:أنا اشبه الصراط المستقيم بطريق واسع جدا نتصوره مثلا بعرض ألف كيلو متر
تخيل ؟طريقا عرضه ألف كيلو متر له بداية معروفة ونهاية معلومة وهو فوق ذلك معبد غاية التمهيد لاتجد فيه عوجا ولا امتا هذا الطريق يتسع لكل سالك اصحاب السيارات الفارهة وأصحاب السيارات الأقل كما يتسع لذوى الدراجات بل يتسع لأصحاب الأرجل التى تطيق العدو بل يتسع لذى العاهات الكسيح كل يسير فى مضماره لايعكر عليه من هو أعلى من او أدنى وكل حسب عطاء الله له هذا هو الصراط المستقيم لايضيق بأحد ولا يضيق به أحد وكل سالكيه واصل مقبول ما دام ملتزما بالثوابت من شرع الله
قال:آمنت بالله الرحمان الرحيم وما دام فى صراط الله متسع فمابال الناكبين عن الصراط ؟
قلت:كما قلت لك إنه اتباع هوى النفس الأمارة بالسوء التى تلقى زمامها إلى الشيطان الذى يزين لها المعصية تارة بأنها عبء ثقيل وتارة بأن الله غفور رحيم وتارة بأن العمر ممتد ولا داعى للعجلة بتقييد النفس بالتكاليف وتارة بالإغراء بالاستمتاع بالحياة حتى الكبر وكل ذلك من وساوس الشيطان التى تهبط بالإنسان دركة دركة حتى إذا هوى فى الكفر تبرأ منه اللعين وقال :إنى أخاف الله رب العالمين "
قال:اللهم إنى أتوب إليك وأعوذ بك من الشيطان الرجيم

ليست هناك تعليقات: