الجمعة، 13 يونيو 2014

القبلة

(القبلة )بكسرالقاف:المكان الذى تتجه إليه...
و(القبلة )بضم القاف:وضع الشفتين على مكان تحبه...
ولو تأملت قليلا لوجدت المعنيين غير بعيد...
فأنت عندما تتجه إلى الكعبة فى صلاتك تقول بشفتيك مايترجم حبك لها ...
ولعل هذا المعنى بعينه مقصود من تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام ببكة..."وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه"البقرة 143
إذن فقبلة مكة هى الأصل ولم تكن قبلة بيت المقدس إلااختبارا...
على أن الأمر يتسع لأكثر من هذا المعنى...فالقضية ليست قضية مكان لأن الأرض كلها لله"قل لله المشرق والمغرب "البقرة 142
إنما القضية قضية الطاعة وتسليم القياد لله تعالى...وهذا فى شأن القبلة وغيرها...
ألم تر إلى المشركين يجادلون فى أكل الميتة بزعمهم أن الله هو الذى أماتها فمابالها تحرم بينما يحل أكل ماذبحه محمد وصحبه؟
ووصف القرآن هذا الجدال بأنه جدال الشياطين ليلبسوا على المؤمنين "وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون "الأنعام 121....إنه نفس المنطق فالذى حرم وأحل هو الله والذى أمر بالصلاة إلى القدس ثم أمر بالتوجه إلى الكعبة هو الله فما لهؤلاء لقوم لايكادون يفقهون حديثا ؟....
على أن الأمر يمكن أن يتسع لعموم الأحوال....
فأنت تختار لنفسك ماترى أنك تحبه وما تعتقد أنه ينفعك ثم يأتيك أمر الله بمايخالف هواك...فماذا أنت فاعل ؟
أنت أحد ثلاثة أشخاص :
إماأن تحزم أمرك فتترك اختيارك لنفسك إلى اختيار الله لك...
وإما أن تحزم أمرك فتتمسك باختيارك ....
وإما أن تتردد بين هذا وذاك....
وأنت حين تَرَدد ستظل ذهابا وجيئة حتى يستقر بك المقام على ماأنت أهله...
لكنك حين تكون من الرعيل الأول فأنت فى حد ذاتك قيمة عليا ونفس ربانية نفيسة ...
وبالتأكيد لن تشعربأنك ضحيت برغباتك...بل تشعر بلذة الطاعة وأنك كسبت نفسك لأنه ما يجدى الإنسان إذا ربح العالم كله وخسر نفسه ؟
فهل آن لنا أن نفهم (تحويل القبلة)على أنه أمر خاص يحمل توجها عاما إلى كل أحد أن كما ل السلام فى تمام الاستسلام؟ "فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوافى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما"

ليست هناك تعليقات: