الاثنين، 13 يناير 2014

ذكرى المولد


معذرة رسول الله عليك صلوات الله وسلامه عن هذا العنوان (ذكرى المولد ) لأنى لاأومن بالذكرى ولا أومن بالمولد ...
لاأومن بالذكرى لأنك -يار سول الله -لست ذكرى فالذكرى تكون لشىء مضى وانتهى ...وأنت -أيها الحبيب -فى قلوبنا وكياننا كما قال ربنا "واعلموا أن فيكم رسول الله " الحجرات 7...لذلك أنت سيرة حسنة متبعة "لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا:الأحزاب 21
 وأنت -بعد الله -هاد إلى يوم القيامة "وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم "الشورى 52 وقد أوجب الله تعالى طاعتك وجعلها جزءا من طاعته "من يطع الرسول فقد أطاع الله "النساء 80 بل جعل اتباعك شرطا لتحقيق حب الله "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله "العمران 31...من أجل هذا أرى أن تحويل أمرك -يارسول الله -لمجرد ذكرى إثم كبير ومنفعة لبعض المغرضين وإثمه أكبر من نفعه ...
وأنا يارسول الله عليك صلوات الله وسلامه لاأومن بما يسمونه (المولد النبوى ) الذى ما صنع إلا ليناوىء (الميلاد المسيحى ) مع أن (عيسى ومحمد )عليهما صلوات الله وسلامه رسولان أخوان ليس بينهما مناوأة بل هما داعيان الله بالحكمة والموعظة الحسنة ...
أجل أنا لاأومن بذكرى (المولد ) التى تكاد تنحصر فى التغنى بالعيون والشعور والحفيدين (الحسن والحسين )رضى الله عنهما وذكر تهدم إيوان كسرى إلى آخر ما يذكر أهل التاريخ... فهذه الأمور يمكن أن يعدها البعض إرهاصات لمولد محمد صلى الله عليه وسلم ويمكن أن يعدها البعض إرهاصا لظهور غيره لأن الأحداث عامة على أي حال ولكن العلامة التى لاتخطىء هى (علامة الكون ) (وعلامة التاريخ ) كما قال الأستاذ العقاد رحمه الله ...
فعلامة الكون قالت :لقد عم الفساد الأرض ...ولابد من رجل يجاهد هذا الفساد ...وعلامة التاريخ قالت :لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم هو الرجل الذى اختاره الله ليقود الإنسانية على طريق الله ...
لذا أرى احتفال كثير من المسلمين بالرسول صلى الله عليه وسلم احتفالا هزيلا منقوصا يعبر عن حب هزيل لايسمن ولا يغنى من جوع بدليل أن الحال هو الحال على مر الأجيال التى تزعم أنها تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ...وقد ألتمس العذر للمسلمين إذا جعلوا يوم (المولد ) يوم تغيير حقيقى بإعلان إقامة مشروعات تخدم الناس وترتقى بالأمة ...وأعد ذلك فهما إيجابيا لحب الرسول صلى الله عليه وسلم حبا عمليا ...
  

ولكنى أرى الناس بل الدولة تقصر الأمر على بعض الندوات والابتهالات والمسيرات الصوفية بأعلامها الملونة التى تعكس قصور الأفهام وخواء العقول ...وهذه المظاهر المنكرة تضع الأمة أمام العالم فى مظهر ساخر متخلف لايعرف كيف يستفيد من تراث حضارى هائل بنى على رسالة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم
إننا لسنا أفضل من الصحابة رضوان الله عليهم ولن نكون ..ولسنا أكثر حبا للرسول صلى الله عليه وسلم ولن نكون ..ومع ذلك فلم يرد عنهم رضى الله عنهم أنهم أقاموا احتفالات بالمولد النبوى بل كان احتفاؤهم عمليا فى كل يوم وبكل عمل يعملونه لأنفسهم أو يقدمونه لغيرهم وبهذا -وحده-صاروا خير أمة أخرجت للناس ...
فهل آن الأوان يا احفاد رسول الله لصحوة حقيقية يكون فيها حبكم لرسولكم الكريم منهاجا عمليا يقوم على الحق وبذل الخير لكل الناس ؟ااا

ليست هناك تعليقات: