الثلاثاء، 21 يناير 2014

أيها المجرمون


جاءنى حفيد لى فى الصف السادس الابتدائى  يقول : لقد أمسك الموجه ورقة الأسئلة  وأملى علينا الإجابة من أولها إلى آخرها ...وقال الحفيد :إن الأولاد الضعاف يمكن أن يأخذوا الدرجات النهائية  فلماذا نتعب أنفسنا ؟
وبعد بضعة أيام جاء حفيدى بعد أول يوم من امتحانات الإعدادية ليكرر نفس المأساة  وكان حزينا جدا لأن المنافسة أصبحت غير شريفة ...
ماذا يمكن  أن أقول  للحفيدين ؟
هل أقول :إن هؤلاء المعلمين  فقدوا ضمائرهم  ؟
 أم أقول :إن هذا فساد كبير ؟ وكيف يمكن أن يحترم الطلاب أساتذة على هذا المستوى المنحط ؟
إننى ناقشت بعض هؤلاء المدرسين الغشاشين  فجادلوا  بأن الوزارة لن تحميهم من غضبة الطلاب وأولياء أمورهم إن هم طبقوا القواعد الصارمة  المكتوبة فى اللوائح  وقد وقعت بالفعل اعتداءات على بعضهم  ولم تنفعهم الوزارة ...
وبهذا يضاف للجريمة بعد خطير وهو تقاعس الأجهزة المعنية عن أداء واجبها  فى حين تقوم الدنيا ولاتقعد فى أمور أقل شأنا من تربية الأجيال
والبعض يجادل قائلا:لاتضخموا الأمور فالخطب هين  وسوف يكبر الطلاب ويعرفون الصواب ..
وهذا وهم وخداع وكذب ...لأن الغش أصبح حقا مكتسبا على مستوى المراحل كافة  من الحضانة إلى الجامعة  وهناك وقائع يشيب لها الولدان  للغش فى كليات الطب بالاتفاق مع بعض المسئولين  ولقد أقسم لى من لاأشك فى صدقه بأنه رأى طالبا فى كلية الطب جالسا  يدخن الشيشة  بينما زملاؤه فى الامتحان ولما سأله قال :كل شىء تمام وورقة إجابتى ستصل إلى (الكنترول ) فى الموعد المناسب  ...ااااااااا
إن هذا تدمير للوطن من خلال تدمير قواه الحيوية عبر الأجيال التى تكبر  وتنمو على مبدأ الغش   وماذا يمكن أن يكون مستقبل أمة معلمها غشاش  وطبيبها غشاش ومهندسها غشاش  وأديبها غشاش  ؟ 
إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يقبل من بائع أن يخفى البضاعة الرديئة تحت البضاعة الجيدة  وقال قولته الشهيرة :"من غشنا فليس منا "
ومن هذا المنطلق أقول لهؤلاء  المتورطين فى الغش :لستم منا وأنتم خونة لهذا الوطن وكسبكم حرام  وعملكم فساد وإفساد  و"إن الله لايحب المفسدين "

-

ليست هناك تعليقات: