الاثنين، 25 أبريل 2011

كلمة حق

0

يثور الآن جدل فى الأرض المحتلة حيث يطالب المستوطنون بمنع الأذان عبر مكبرات الصوت بحجة أنه يزعجهم وسمعت مستوطنة تقول :تخيل أنك نائم مع أطفالك فى هدأة الليل وفجأة تنبعث مكبرات الصوت

فى الفجر لتزعج النيام هل هذا شىء مقبول ؟

ومثل هذه المسألة أثيرت من قبل فى  سويسرا وكان الاستفتاء الذى تم بموجبه  حظر الأذان عبر مكبرات الصوت .

ولا ريب أن هذه المسألة لها بعد سياسى خاصة فى فلسطين المحتلة فالأذان موجود من قبل أن يأتى المستوطنون فهو الأصل وهو طبيعة المكان والسكان وعلى من لا يعجبه الحال أن يرحل .

ولكن

تعالوا نتجرد عن الهوى وننحاز إلى الحق .

الأذان مشروع وهو أحد شعائر الإسلام هذا أمر مفهوم .والمفهوم أيضا أن الأذان يعنى الإعلام بدخول وقت الصلاة ولكن الإعلام شىء والإزعاج شىء آخر .

وبدون سفسطة أو جدل كثير أذكركم بموقف عمر بن الخطاب رضى الله عنه وقد سمع رجلا يؤذن بصوت خارق فقال :(أما خشيت أن تنشق مريطاؤك )؟ يعنى بلفة العصر (تنشق بطنك )

والمشاهد فعلا أن كثيرا من المسئولين عن الأذان يظنون أنه كلما علت أصوات المكبرات بالأذان والصلاة والدروس كلما كان ذلك نشر للدين وأن ذلك فى ميزان حسناتهم .

والحق خلاف ذلك خاصة فى هذا العصر الذى تعددت فيه وسائل الإعلام بدخول وقت الصلاة من إذاعات ووسائل خاصة .فالمسألة محلولة إذن .

والأذان يجب أن يراعى التنبيه فى حدود المعقول .ولا داعى مطلقا لأن يكون للمسجد الواحد أربع مكبرات لنشر الأذان فى الجهات الأربع .فهذا جهل لايشفع له حسن النية .

ويجب أن يعلم هؤلاء أن من يريد الصلاة يكفيه أدنى تنبيه بل قد لايحتاج إلى تنبيه أصلا وأن من لايرغب فى الصلاة فلن يأتى ولو سلطت عليه مكبرات الأرض .

وصدقونى الأذان بهذه الصورة  غير الحضارية دعاية سيئة للإسلام يقدم صورة الدين الزعج الذى يقتحم على الناس حياتهم ويرغمهم على سماع  ما يريد .والإسلام من ذلك براء .

ومن الأمور المستنكرة أن تسمع أذانا ثم تسمع أذانا آخر بعده بدقائق ثم ثالثا ثم رابعا وكل ذلك فى محيط المدينة الواحدة بل الحى الواحد .وهذه فوضى مرذولة .

إن الأذان له وقت محدد فلماذا لاينطلق فى صوت أو أصوات هادئة حانية كأنها تداعب أجفان النائم أو تأخذ بيد الكسول بدل هذا الضجيج الهادر الذى لايسمن ولا يغنى ؟

أيها الأحباب

أقولها مرارا :

نحن فى حاجة إلى من يفقه مقاصد الدين  أكثر من حاجتنا إلى من يحفظ النصوص .

(ملحوظة:الأذان :النداء إلى الصلاة .أما الآذان :فجمع أذن .مع الاعتذار لكثير من المذيعين )

ليست هناك تعليقات: