سلام من صبا بردى أرق
ودمع لا يكفكف يا دمشق
و للحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق
هكذا قال أمير الشعراء منذ قرون ..
ويجد الواحد نفسه تتساءل :لماذا تكون الحرية حمراء ؟لماذا لاتكون خضراء ؟ أو صفراء ؟ أو زرقاء ؟
ولماذا تكون أبوابها مضرجة بالدماء ؟
وأرى نفسى تلكزنى وهى تقول :
صح النوم .إنما تهب الحرية لتنتزع الكرامة والحقوق من بين أنياب الطغاة الذين يقبعون فى أبراج شيدوها من جماجم ضحاياهم وعظامهم وأموالهم
فإذا انتفض المقهورون وزحفوا صدمتهم تلك البيبان المصفحة فدميت أيديهم حتى إذا اقتحموها تلقتهم تلك النيوب المشرعات تمزق لحومهم .
وهكذا (يناضل )الباطل عن (حقوقه )التى اكتسبها (بشرعيته الدستورية ) ااااا
أقول هذا بين يدى (دمشق ) ...
حاضرة الأمويين ....
وحاملة لواء الحضارة الإسلامية..
ومن قبلها الحضارة الرومانية البيزنطية..
ومن قبل ذلك بصمات الحضارات الأولى فى وادى النيل والرافدين والهلال الخصيب .
دمشق هذه التى شهدت اندحار هرقل الرومانى وهو يرحل عنها قائلا :(سلام عليك يا سوريا سلام لا لقاء بعده )....
هى هى التى ترقد هادئة هانئة تتلفع بعباءة الأحلام الوادعة فى حضن جبل (قاسيون ) حيث ترقد على الناحية الأخرى الحية الصهيونية الرقطاء فى
نشوة لذيذة لم تعكرها رصاصة واحدة .
وكأنى بدمشق أنكرت نفسها ونضت عنها لبوسا لم يكن لبوسها وأقلت قناعا ألقى عليها ...
كأنى بدمشق التاريخ والجغرافيا والثقافة تنظر فى المرآة فتصرخ فى ارتياع وقد جرت فيها دماء جديدة :
لا لا وألف لا لكل أعداء الحياة ..
وانتفضت دمشق...
وانتفض القطر السورى كله ..
ولقد ناديت -من هنا- الأسد الصغير ليسارع ليكون كبيرا وينزل إلى القواعد الشعبية ليربح الدنيا إن كان يريد الدنيا ويربح الآخرة إن كان يريدها . ولكن
الرجل يريد الحياة على مقاسه حياة الإمبراطور المطلق السلطات دون تكاليف أو مساءلات .
لقد أصبح الأسد للأسف كباقى زملائه الذين سبقوه إلى القاع و هؤلاء الذين ما زالوا ينتظرون وحقت عليهم سنة الله تعالى :
"ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون "
القصص 5- |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق