ظهر أمامى فجأة فقلت (مرتاعا ): بسم الله الرحمن الرحيم . من أنت ؟
قال : ملك الموت .
قلت : م..م..ملك الموت ؟هل حانت اللحظة ؟
قال :ليس بعد .
قلت :فلماذا أسرعت ياملك الموت ؟
قال :نحن لانتسرع "وما نتنزل إلا بأمر ربك " "فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون " .
قلت :هل أستطيع أن أتحدث معك قليلا ؟
قال :إنى أسمع وهناك من يكتبون .
قلت :ألا ترى أننا -نحن البشر -مبتلون فى حياتنا الدنيا ؟
قال :صدق ربنا :"ونبلوكم بالشر والخير فتنة ثم إلينا ترجعون "
قلت :ماذا نفعل مع هؤلاء الحكام الطغاة الذين يسلبون العباد عبوديتهم لله تعالى ليأخذوها لأنفسهم ؟
قال :صدق ربنا :"الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا "
قلت :هل معنى ذلك أن نترك للظالمين أرضنا ونهاجر منها ؟
قال :صدق ربنا "فتهاجروا فيها "
قلت :فهمت ..يرحمنى ويرحمك الله أن الهجرة فى الأرض وليس منها وانتقال الناس من مكان إلى مكان من أجل الانعتاق من عبودية العباد وهو ما نسميه الآن (المظاهرات الشعبية )
هل لابد من هذه المظاهرات حتى ينصلح الحال ويعتدل المائل ؟
قال :صدق ربنا :"إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".
قلت :ولكن ما الذى يجعل هؤلاء الطغاة يتشبثون بالكرسى إلى هذه الدرجة مع علمهم أن الدنيا فانية زائلة ؟
قال :صدق ربنا "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والأنعام والحرث "
قلت :ولكنهم يستحلون مال اليتيم والأرملة والمسكين ويأكلون أموال الناس ظلما .
قال :صدق ربنا :"إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا "
قلت :هذا فى الآخرة .فما يستحقون فى الدنيا لقاء قتلهم النفس التى حرم الله ؟
قال :صدق ربنا :"ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تعقلون "
قلت : وماذا عن سرقة المال العام ؟
قال :صدق ربنا :"والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم "
قلت :إذن نحن على حق فى الثورة على الطغاة ؟
قال :الآن حانت اللحظة .
قلت :أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .سلام ياملك المو .
وشعرت بشىء بارد على وجهى فانتبهت على قطرات من الماء نضحتها زوجتى فقمن سويا إلى صلاة الفجر . |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق