الجمعة، 22 أبريل 2011

حوار مع ملك الموت

1

ظهر أمامى فجأة فقلت (مرتاعا ): بسم الله الرحمن الرحيم . من أنت ؟

قال : ملك  الموت .

قلت : م..م..ملك الموت ؟هل حانت اللحظة ؟

قال :ليس بعد .

قلت :فلماذا أسرعت ياملك الموت ؟

قال :نحن لانتسرع "وما نتنزل إلا بأمر ربك " "فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون " .

قلت :هل أستطيع أن أتحدث معك قليلا ؟

قال :إنى أسمع وهناك من يكتبون .

قلت :ألا ترى أننا -نحن البشر -مبتلون فى حياتنا الدنيا ؟

قال :صدق ربنا :"ونبلوكم بالشر والخير فتنة ثم إلينا ترجعون "

قلت :ماذا نفعل مع هؤلاء الحكام الطغاة الذين يسلبون العباد عبوديتهم لله تعالى ليأخذوها لأنفسهم ؟

قال :صدق ربنا :"الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا "

قلت :هل معنى ذلك أن نترك للظالمين أرضنا ونهاجر منها ؟

قال :صدق ربنا "فتهاجروا فيها "

قلت :فهمت ..يرحمنى ويرحمك الله أن الهجرة فى الأرض وليس منها وانتقال الناس من مكان إلى مكان من أجل الانعتاق من عبودية العباد وهو ما نسميه الآن (المظاهرات الشعبية )

                  هل لابد من هذه المظاهرات حتى ينصلح الحال ويعتدل المائل ؟

قال :صدق ربنا :"إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".

قلت :ولكن ما الذى يجعل هؤلاء الطغاة يتشبثون بالكرسى إلى هذه الدرجة مع علمهم أن الدنيا فانية زائلة ؟

قال :صدق ربنا "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والأنعام والحرث "

قلت :ولكنهم يستحلون مال اليتيم والأرملة والمسكين ويأكلون أموال الناس ظلما .

قال :صدق ربنا :"إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا "

قلت :هذا فى الآخرة .فما يستحقون فى الدنيا   لقاء قتلهم النفس التى حرم الله ؟

قال :صدق ربنا :"ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تعقلون "

قلت : وماذا عن سرقة المال العام ؟

قال :صدق ربنا :"والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم "

قلت :إذن نحن على حق فى الثورة على الطغاة ؟

قال :الآن حانت اللحظة .

قلت :أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .سلام ياملك المو .

وشعرت بشىء بارد على وجهى فانتبهت على قطرات من الماء نضحتها زوجتى  فقمن سويا إلى صلاة الفجر .

ليست هناك تعليقات: