الثلاثاء، 12 فبراير 2013

قراءة فى سورة "الطلاق "


كم هو رائع هذا الدين العظيم الذى يعنى بالإنسان عناية كاملة ويتحسس كوامنه والرائع ليس هذا فحسب وإنما ربط الحاجات والخلجات البشرية بالله رب هذا الإنسان ومبدعه ..

وهاهو القرآن المجيد يتحدث عن العلاقات الزوجية حين تنفصم أو توشك على الانفصام ...فتبدأسورة "الطلاق "بنداء الرسول صلى الله عليه وسلم وتوجيه الخطاب له ولأمته بوجوب تحرى العدل والرحمة عند العزم على الطلاق والحرص على عدم الإضرار بالمرأة بإطالة مدة العدة وربط هذا الإجراء بتقوى الله الذى يربى عباده بشريعته ويحرض على الخير وإذا كان الطلاق رجعيا فماتزال المرأة زوجة والبيت بيتها لذا يجب أن تبقى فيه تغدو وتروح أمام زوجها ومن يدرى ؟لعل الله عزوجل يغير الصد إلى قرب ولايخرجن إلا إذا استفحش الخلاف .

فإذا أوشكت العدة على الانتهاء كان الإمساك بالمعروف أو المفارقة بالمعروف رعاية لحق العشرة "ولاتنسوا الفضل بينكم " والإشهاد على الطلاق كالإشهاد على الزواج ضمان لحقوق الطرفين والمؤمن وقاف عند حدود الله تعالى ومرة أخرى تذكرنا السورة بتقوى الله وأنها المخرج من كل أزمة وتفتح  أبواب الرزق ومن يتوكل على الله كفاه همه (1-3)

ومن روعة هذا الدين أنه جعل من تفاصيل الحياة البشرية تعبدا لله حين تقرأ فى القرآن الذى يتلى فى الصلاة وفى خارجها فنجد الآية الرابعة تتحدث عن عدة المرأة بالأشهرعند عدم الحيض وبالوضع عند الحمل وهذه حدود تنصف المرأة التى كانت ملكا مستباحا للرجل يتصرف فيها كيف شاء ومرة ثالثة تربط تصرفات الزوجين بالتقوى وتجعلها مصدرا لليسر بطاعة الله ومرة رابعة تذكرنا السورة بتقوى الله وأنها مجلبة لتكفير السيئات وإعظام الأجر (4-5)

والعلاقة بين الزوجين -حتى أثناء العدة -علاقة إنسانية تبتعد عن الضرر فتراعى حاجات السكن والنفقة خاصة عند الحمل وبعد الولادة  يجب مراعاة حق المرضع أما كانت أم غير أم ويراعى فى ذلك حال الزوج عسرا ويسرا (6-7)

وإذا كانت الحياة الزوجية نعمة يجب شكرانها فإن الإسلام أكبر نعمة يجب التمسك بها وهنا تذكرنا السورة بمصير المتكبرين على دين الله الذين لقوا العذاب فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب النار ومرة خامسة تدعونا السورة إلى تقوى الله إذا كنا أصحاب عقول صائبة تعى هذه الرسالة التى جاء بها النبى الأمى آيات واضحات تخرج المؤمنين من الظلمات إلى النور على أن يكون الإيمان منهاج عمل صالح لامجرد نظرية عقلية (8-11)

ثم تختم سورة "الطلاق "بالتذكير بثلاث من صفاته عزوجل فهو الخالق لكل شىء القدير على كل شىء العليم بكل شىء فلا مهرب منه إلا إليه سبحانه نسأله العفو والعافية والتوفيق .

ليست هناك تعليقات: