فى لقاء مطول أخذ الإعلامى البارز/عماد الدين أديب يطوف مع الداعية الشهير الشيخ /محمد حسان ..على شتى المواضيع ثم سأله عن دراسته وعمن تلقى العلم الشرعى ..وهل تلقى عن علماء السعودية ؟ وبعفوية أجاب الشيخ :نعم ..وكرر عماد الدين مستأكدا فكررالشيخ مؤكدا...
وأغلب ظنى أن الهدف الرئيس من هذا اللقاء هو هذه اللمحة الأخيرة ...التى كان يريد الأستاذ عماد من ورائها أن يقول للجمهور المصرى :إن الشيخ محمد حسان وهابى .....
وكلمة (وهابى ) أصبحت تطلق الآن على كل متشدد لايقبل الآخر....وهذا إطلاق سخيف لاأساس له فقد كان الشيخ /محمد بن عبد الوهاب عالما متحررا بكل المقاييس وهو الذى ثار على عبادة الحجر والشجر ودعا إلى الدين الصحيح ولكن اعداءه نجحوا فى استغلال أخطاء بعض أتباعه ليصموا الرجل بما ليس فيه تماما كما حدث للإمام /أحمد بن حنبل الذى وصف مذهبه بالتشدد مع أنه من أيسر مذاهب الفقه الإسلامى ..
القضية إذن ليست قضية حوار موضوعى بل قضية (توريط ) الرموز الإسلامية التى لها حضور وفاعلية وإظهارها بمظهر مستنكر ...
وأنا لاألوم أمثال عماد أديب بقدر ماألوم الشيخ محمد حسان وأمثاله ..لأن عليهم أن يتفطنوا لما ينصب لهم من فخاخ وأن يكونوا أكثر مكرا من محاوريهم ورضى الله عن أمير المؤمنين /على بن أبى طالب الذى قال :(لست بالخب ولكن الخب لايخدعنى )...
وقد نجح بعض الإعلاميين المتمرسين فى الإيقاع بكثير من الدعاة بطرق منها :
-استضافة بعض الدعاة الذين لايمتلكون مهارة المحاورة فى مقابل ضيوف ماهرين فى المراوغة وبالطبع ينتصر هؤلاء على أولئك بالضربة القاضية ويرى المشاهد سقوط الإسلاميين سقوطا مدويا وهذا هو المطلوب .
-تسليط الضوء على زلات بعض الدعاة والنفخ فيها وتصوير الداعية بأنه ارتكب كبيرة لاتغتفر على اعتبار أنه قدوة تحتذى وكأن الإعلامى بهذا يقول للناس :انظروا هؤلاء هم الذين يحكمونكم باسم الدين والدين منهم براء وكأن هؤلاء أنبياء .
-التحريش بين الدعاة باستضافة اثنين لكل منهما رأى مختلف فى مسألة معينة وتسخين الحوار بينهما حتى يقعا فى مصيدة التعصب ويهاجم كل منهما الآخر بضراوة على الشاشة فيقول لسان الحال :هؤلاء الشيوخ يتقاتلون فيما بينهم فاحذروا حكمهم لأنهم سيذبحونكم .
-وأحيانا -كما فى حالة الشيخ محمد حسان -يتحدثون (بهدوووووووء) ثم يلقون شباكهم فى سؤال يبدو ساذجا وهو قطب الرحى فى اللقاء كله ليصلوا إلى الهدف مع كامل الاحترام ...
ولو كنت مكان الشيخ محمد حسان لقلت لعماد الدين أديب:نعم تلقيت العلم على أيدى بعض علماء السعودية نظرا لوجودى هناك فى تلك الفترة ولكن لاتنس أن هؤلاء العلما تعلموا على أيدى علماء الأزهر الذين علموا كل السعوديين ابتداء من القراءة والكتابة إلى العلوم الشرعية وغير الشرعية فالأزهر هو الأساس والمرجعية ...وكنت أقول له :أعرف أنك تقصد بهذا السؤال زرع بذور الفتنة بين الدعاة بتصنيفهم فاعلم أن مرجعيتنا واحدة وإن تعددت الآراء وتنوعت الاجتهادات فذلك من عبقرية الفقه الإسلامى وذلك يحسب له لاعليه ..
أيها الإخوة الأفاضل من الدعاة :تسلحوا بشىء من الدهاء أمام محاورين دهاة هدفهم الإيقاع بكم وتشويه صورتكم وأنتم محسوبون على الإسلام ...رجاء انتبهوا أيها السادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق