الخميس، 1 نوفمبر 2012

عزاء غير شرعى

-هل تصنع لى معروفا؟
-طوع أمرك .خير .
-تصلح مابينى وبين صديقى عمروإنه  يخاصمنى منذ أربعة أيام ولايرد السلام .
-لاحول ولا قوة إلا بالله .ألم تعزه فى وفاة والده رحمه الله ؟
-بلى .وهذه هى المشكلة .
-وأين المشكلة ؟
-كنت معه فى أثناء تجهيز الميت وشيعت الجنازة وودعته قائلا:(أعظم الله أجرك وغفر لميتك )كما علمتنا ..ولم أذهب إلى السرادق الذى أقامه لأنى سمعتك تقول إنه من أشنع البدع ..وهو من أجل ذلك يهجرنى.
-لاعليك.ولا تتوقع من الناس أن يتخلوا عن بدعهم بسهولة .إنهم درجوا عليها قرونا وأجيالا..وعلى أهل الحق أن يصمدوا ويصبروا.
-ولكن من أين أتت هذهالبدع السخيفة ؟
-من هؤلاء الباطنية الملاعين الذين حكموا مصر ردحا طويلا من الزمن وخربوا عقائد الناس بهذه الأهواء والأحفال التى ماأنزل الله بها من سلطان وظن الناس أنها من صميم الدين .
-معنى هذا أن العصور الإسلامية الأولى خلت من تلك البدع ؟
-بالتأكيد .فلم يرد حديث صحيح ولا موضوع يقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم أقام مأتما لأحد مات من صحابته على نحو ما يفعل الناس اليوم وقد شهد صلى الله عليه وسلم موت المئات من أصحابه رضى الله عنهم فلم ينصب سرادقا ولاأمر بجمع الناس إلى بيت الميت ولاأمرأهل الميت بتقديم شراب أو طعام إلى المعزين بل الذى حدث هو العكس تماما ...فعن جابر رضى الله عنه قال :(كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نعد الاجتماع إلى بيت الميت من النياحة ) وأنت تعلم أن النائحة ملعونة إلا إذا تابت .كما ورد أنه صلى الله عليه وسلم -عند استشهاد جعفر بن أبى طالب -قال:"اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد شغلهم مانزل بهم "فانظر رعاك الله - إلى الناس اليوم ومخالفتهم لهديه صلى الله عليه وسلم .
-ولكن هناك من يرى أن قراءةالقرآن على الميت رحمة وتذكرة .
-نحن لانأخذ ديننا من الذى يرى أو الذى لايرى .إنما نأخذه عن الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن ربه ولم يرد أبدا عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أو تابعيهم أو تابع التابعين ومن تبعهم بإحسان -لم يرد عن أحد منهم أنه جمع الناس لسماع قراءة القرآن على ميت ..ولو علم الرسول صلى الله عليه وسلم فى ذلك خيرا للميت والحى لما بخل به على أمته وهو الرحمة المهداة وإذا لم يكن لديه صلى الله عليه وسلم علم بذلك فمن أين أتى هؤلاء المبتدعة علم ما يفعلون ؟
-ولكن القرآن خير على كل حال .فما الضرر فى قراءته على الأموات ؟
-الأضرار كثيرة :
أولا:أنه لم يرد عن النبى صلى الله عليه وسلم وهذا دين لايؤخذ إلا عنه صلى الله عليه وسلم .
ثانيا:إنه صلى الله عليه وسلم حذرنا من الابتداع فى الدين وبين أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار. وأن من فعل فعلا ليس عليه "أمرنا فهو رد ".
ثالثا:أن فتح باب الرأى لكل أحد يدخل فى الدين ما يستحسنه يجعل الدين ثقيلا محرجا وهذا ما حدث حيث يرى معظم الناس هذه البدع المكلفة من أساس الدين وقد يفعلونها وهم لها كارهون .
رابعا:إن البدع تبدأ ببدعة تجر خلفها بدعا..فبدعة التجمع عند بيت المتوفى جرت وجوب نصب السرادقات لضيق البيوت ثم جرت بدعة ثالثة وهى تقديم أهل الميت الشراب وأحيانا الطعام وقد تطور الأمر تطورا بشعا حيث قام أحد هؤلاء بتصويرسرادق المعزين بالفيديو وتوزيع أشرطة تبين مدى الرفاهية التى يتمتع بها ثم جرت هذه البدع بدعة خامسة شنعاء وهى :(قراءة القرآن على الأموات )حتى صارت أمرا حتميا لايتصور عزاء بدونه مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لم يفعلوا ذلك .وأصبحت قراءة القرآن شؤما فماتكاد تسمع قرآنا يتلى فى مكان إلا وتساءلت على الفور :من الذى مات ؟ مع أن القرآن كتاب الأحياء "لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين "يس 70
خامسا:عندما يموت الإنسان يقدم على ربه بعمله وليس له منجاة إلا فضل الله ثم ما قدم ولن ينفعه شىء آخر حتى ولو قرأت عليه القرآن كله ألف مرة .
-ولكن كيف يمكن القضاء على هذه البدع الآسنة .؟
-لاأمل إلا فى وعى الناس بصحيح الدين والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم  ..وعلى العلماء ألا يداهنوا العامة بل لابد من تقديم الدين كما هو .
-وماذا يجب على عموم الناس ؟
-على المسلم أن يقدم العزاء إلى ولى المتوفى بقوله :(أعظم الله أجرك وغفر لميتك )أو ما يشبه ذلك ثم لايشارك فى أى من تلك البدع وإلا ارتكب ثلاثة آثام :
أولا:المشاركة فى البدعة .
ثانيا:الحث عليها .
ثالثا:العمل على إطالة عمرها .
        نعوذ بالله جميعا من ذلك .

ليست هناك تعليقات: