الجمعة، 16 نوفمبر 2012

والذين معه-2


 "ومثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار "الفتح 29

أولا: مثل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فى الإنجيل كزرع ..والزرع رمز الخير والجمال وهذا هو المرجو من هذه الأمة..بذل الخير الدنيوى والأخروى لعموم الناس وارتداء لباس الجمال فى الأخلاق والفعال .

ثانيا:وكما أن الزرع يبدأ ضعيفا ثم يخرج إلى جانبه فرخ صغير يظل ينمو حتى يقوى فإذا أصله ثابت وفرعه فى السماء كذلك كان أمر هذه الأمة بدأت بمحمد صلى الله عليه وسلم ثم الأفراد من الرجال والنساء والصبيان وقد يأتى اليوم فيدخل فى الإسلام واحد أو اثنين أو لاأحد ..حتى جاء اليوم الذى دخل الناس فى دين الله أفواجا ..وهذا شأن الحق دائما كضوء الشمس يبدو خطا أبيض يشق الظلام ثم يتنفس فى خياشيم الصباح ثم يستعرض فى الأفق ثم يشرق فى وجه النهار .

ثالثا :وينظر الخبراء إلى هذا الزرع الفتى فيعجبهم ويبهرهم جماله وكماله ويأتى الحاقدون فيذهلون ويحاولون النيل منه بافتعال النقائص ولكن الخبراء يتصدون لهم فتبوء محاولاتهم بالخسران فيبتلعون غيظهم ويبقى هذا الزرع نقيا عاليا...وكأنى بهذا الجزء من الآية المشرفة يرسم صورة لما نراه اليوم من بعض الأصوات المنكرة التى تحاول النيل من الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم ولكن كيدهم يرتد فى نحورهم أفواجا تدخل فى دين الله فيشتد بذلك غيظهم .

رابعا :هاتان البشريان جاءتا مفصلتين فى التوراة والإنجيل لأنهما كتابا رسالتين رئيستين قبل الرسالة الخاتمة ..وقد سبقت شهادتى التوراة والإنجيل شهادة نبى الله إبراهيم الذى اختاراسم اتباع الإسلام "هو سماكم المسلمين من قبل "الحج 78

خامسا: وبهاتين البشريين وهذه التسمية الإبراهيمية استبانت نسبة أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى جذر الإيمان "ملة أبيكم إبراهيم "الحج 78 وأن هذه الشجرة المباركة التى ابتدأت بأبى الأنبياء قد اختتمت بمحمد صلى الله عليه وسلم "رسول الله وخاتم النبيين "الأحزاب 40

سادسا: هذه الشجرة الفارعة لم تنل عظمتها وقوتها إلا بوحدتها وكونها كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ..فهل آن الأوان لهذه الشجرة التى تهالكت أن تلملم أغصانها وتستغلظ لتستوى على سوقها لتعجب الزراع وتغيظ الكفار 

ليست هناك تعليقات: