الأحد، 22 مايو 2011

أرجوكم كفوا عن العويل

0

 هذه الأيام يتصدر الحديث عن الفتنة الطائفية والوحدة الوطنية كل الساحات فى الصحف والإذاعات المسموعة والمرئية و خطب المنابر ,وهذا -فى نظرى - خطأ وخطر ....

خطأ لأن المبالغة فى التركيز على شىء يجعله مشكلة و يكرس الوهم بأنه المشكلة الأوحد وبذلك تهمل أمور مهمة كانت جديرة باهتمام الناس .

وخطر لأن هذه المبالغة تفتح الباب على مصراعيه أمام الآراء والأجتهادات بل والمعالجات الخاطئة .

وهنا مكمن الخطر ...

فالبعض يتصور أن الفتن تحل باجتماع شيخ إلى قس يقبل هذا لحية ذاك وينفض الأمر .......

وهذه سذاجة عجيبة لاتصلح إلا لحل مشكلات المصاطب عندما يتعارك جار مع جاره أو ينكر أحدهم حق صاحبه .

أما ما يتعلق بالأمور العامة وحق الأمة فلا مجال إلا للحلول الجادة التى تتلخص فى (سلطة القانون ) .

يا قوم :

هذا مجتمع وهذه دولة يحكمها قانون ينظم العلاقات بين الناس ويرعى حقوق الجميع , ولا بد لهذا القانون أن يحترم ولا بد له أن يسود إذا أردنا لهذه السفينة أن تبحر بسلام

وهذا هو الدرس الأساس من حديث السفينة الذى ضرب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم المثل بهذه المجموعة التى تريد أن تخرق فى نصيبها أسفل السفينة خرقا بزعم عدم

عدم إزعاج الآخرين وهنا يرشد صلى الله عليه وسلم إلى الحل الذى لاحل سواه وهو احترام القانون العام بل والإجبار على احترامه " فإن أخذوا على أيديهم نجوا نجوا جميعا "

وحذر من التهاون فى ذلك "وإن تركوهم هلكوا جميعا " .

لابأس بأن تكون البداية بالدعوة إلى المصالحة فإن كان الا لتزام فالحمد لله وإلا كان الحسم وهذ مضمون قوله تعالى "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت

إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله ".

خلاصة القول :

دعوا الحديث الدائم عن الفتنة الطائفية حتى لا تخلقوا أبطالا وهميين واتركوا القانون يحكم ويحسم ويفرض الحل على الجميع ولتكن يد القانون هى الطولى لأنها -رغم قسوتها حينا -

هى الأرحم .

ليست هناك تعليقات: