الاثنين، 30 مايو 2011

الجنة فى القرآن الكريم -الحلقة الثالثة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .               وبعد :فالموضع الثانى :
                                  جنتا سبأ
"لقد كان لسبأ فى مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال  كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى أكل خمط وأثل وشىء من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازى إلا الكفور وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروافيها ليالى وأياما آمنين فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها فى شك وربك على كل شىء حفيظ " سبا 15-21
كان الموقف الماضى -صاحب الجنتين -نكبة رجل واحد أما هذا الموقف فإنه نكبة أمة كاملة .
1-وهب الله سبأ اليمنية خيرا عظيما وحضارة زاهرة قامت على سد مأرب الذى وفر المياه الهائلة التى قامت عليها جنان كثيرة على لمتداد طرقها وساحاتها وهذه الجنان ممتدة متصلة على الجانبين فكأنها جنتان عن يمين وشمال .
2-أرسل الله إليهم رسلا يدعونهم إلى عبادة الله الواحد وشكر هذه النعم الوارفة .فأعرضوا.
3-بطروا بالنعمة ولم يعجبهم اختيار الله لهم بل طلبوا من الله أن يباعد بين أسفارهم .كما طلب بنو إسرائيل الطعام الأدنى  بعدما أكرمهم الله بالذى هو خير.
4-لما رفضوا نعمة الله وفضلوا اختيارهم على اختياره وبدلوا نعمة الله كفرا وأعرضوا عن عبادة الله حق عليهم العذاب .
5-جاءهم العذاب من بين أيديهم فخرب سد مأرب واجتاحهم سيل العرم (الذى يشبه السونامى) فدمر هذه الجنان  ولم يبق منها إلا شجر الأراك والسدر الكثيرالشوك القليل الثمار.
                            فشلهم فى التجربة
وسوس لهم إبليس بالتمرد على الله فاتبعوه إلا القليل وما كان لإبليس سلطان قاهر عليهم وإنما سلطه الله عليهم ليظهر إيمان المؤمنين بالآخرة من شك الشاكين فيها ولكن للأسف سقطوا فى الامتحان .
                           العبرة الكبرى
يلخصها قوله تعالى :"ألم أعهد إليكم يابنى آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلن تكونوا تعقلون "؟اايس 60-62
...........................
وإلى اللقاء مع الموقف الثالث إن شاء الله.  
ب

ليست هناك تعليقات: