الاثنين، 30 مايو 2011

الجنة فى القرآن - الحلقة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .                       وبعد:
فحديث القرآن عن جنات الدنيا ورد فى أربعة مواضع .
الأول :              صاحب الجنتين
"واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربى لأجدن خيرا منها منقلبا "الكهف 32-36
هذا مثل يضربه الله تعالى للإنسان الذى أنعم الله عليه بجزيل النعم وبدلا من أن يشكر نعم الله يبادر إلى الشرك بالله .
أنعم الله على هذا الرجل بجنتين أى حديقتين كبيرتين أشجارهما كثيفة أساسها الأعناب وحول كل حديقة إطار من النخل وبين هذا وذاك زرع متعدد .
تلك الجنتان تعتمدان فى ريهما على نهر ممتد بينهما .
وتلك الجنتان تؤتيا ن إنتاجهما وفيراإلى أقصى حد دون انقطاع.
هذا الرجل نظر إلى هذه النعمة الموفورة فدخله الكبر :
1- اعتقد خلود هذه النعمة ونسى الموت .
2-أنكر يوم القيامة لأنها ستحرمه هذا النعيم.
3- زيادة فى غفلته وجهله أوهم نفسه أنه - لو افترض -وجود القيامة فسيجد خيرا من هذا النعيم مع أنه لم يقدم فى دنياه ما يستحق عليه جنة الآخرة .
4-اتخذ من نعم الله عليه وسيلة للتكبر على خلق الله "فقال لصاحبه وهو يحاوره :أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا "وكأنه واهب المال وخالق الأولاد .
5-حاول صاحبه أن يذكره بالمنعم الحق ويحذره عواقب الكفران 
وزوال النعمة ولكنه لم يسمع ولم يعقل .
6- ثم كانت المفاجأة الرهيبة .لقد احترقت الجنتان ووقف الرجل أمام الحطام يضرب كفا بكف حسرة وألما وندما .ولكن بعد فوات الأوان .وقال :"ياليتنى لم أشرك بربى أحدا"
6-نظر الرجل حواليه فلم يجد هؤلاء الذين كانوا ينافقونه وينفخون فى كبريائه فلم يجد إلا الخذلان .
                           العبرة
والعبرة الكبرى من هذا المثل :أن النصرة والمدد الحقيقى لن يكون إلا من الله فمن التمس ذلك من غيره خاب خسر "هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا"الكهف 44
.........................
وإلى اللقاء مع الموضع الثانى  إن شاء الله تعالى

ليست هناك تعليقات: