الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

الفساد الكبير

زمان...
كان التعليم فى البيوت ..يعنى أن يستقدم الأب معلما يقوم على تربية أولاده ومن هنا تكون العملية التعليمية تحت سمعه وبصره ....ثم تطور الأمر وأصبح الطلاب يذهبون إلى معلميهم ..أى بدأت فكرة المدارس وأصبحت العملية بعيدة عن الأهل ومرتبطة كليا بالمعلم والطالب فإذا كان المعلم مخلصا والطالب جادا رأينا عقلا ناضجا وكسبنا نابغة وإلا فلا
ويبو أن إخلاص المعلم شىء عزيز بدليل أن هناك آلاف المدارس ومئات الآلاف من الطلاب ومع ذلك فإن الموهوبين معدودون...
يعنى بصراحة أنا أتهم العملية التعليمية فى مصر وأقول إنها عبء على الأمة اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وهى مفرخة للجهل والتخلف ..............

وهذا اتهام خطير ولكن له مبرراته
لأن العملية التعليمية تقوم على عناصر معروفة هى المعلم والطالب والكتاب والقوانين الحاكمة وهذه العناصر كلها عليها علائم استفهام فالمعلم يعتقد أنه مظلوم لايأخذ حقه المادى ولاالأدبى ..وهذا يجعل أداءه أقل مما يجب ...وقد يلجأ إلى الدروس الخاصة التى تمثل فى حد ذاتها جناية على التعليم
والطالب يرى أن التعليم عملية غير مجدية مادام أصحاب الشهادات العليا عاطلون ...ولأنه يرى المعلم إنسانا شرسا يمارس الكذب والغش وكل همه السعى إلى المال ...
أما الكتاب فقد تولى كبره لفيف من القوم جعلوه تجارة رابحة ولم يراعوا فيه الأسس التربوية التى تصلح المجتمع وأصبحت الكتب المدرسية هما يثقل عقل الطالب وكاهله ثم هو لايسمن ولايغنى
أما قوانين التعليم فحدث ولا حرج وخلاصتها أن الطالب على حق وأن المعلم مدان مقدما فى أى تجاوز يقوم به الطالب وهذا القانون الأعوج جرأ الطلاب المشاغبين وحث غيرهم على الشغب الذى أهدر العملية التعليمية
برمتها..
وتعالوا إلى عملية التقويم التى تمثل نهاية العملية التعليمية وغايتها العاجلة....
التقويم الذى يقوم به المعلم مجرد عملية شخصية ولاتمثل تقويما حقيقيا للطالب وإنما هو سلاح يستخدمه المعلم لاعتبارات مادية ومعنوية ...
أما الامتحانات فهى مهزلة بكل المقاييس فالغش أصبح حقا مكتسبا للطالب ..والذى يبوء بكبر هذا الإثم جمهرة -أقول جمهرة -من المعلمين يسمحون بالغش ويقومون به لاعتبارات مادية ومعنوية حتى صار الغش كما قنا حقا مكتسبا وأصبح القلة القليلة من المعلمين الشرفاء منبوذين من الطلاب ومن أولياء الأمور بل ومن المسئولين على السواء ...
وهذا الغش -أيها المسئولون ...وهذا الغش أيها الآباء والأمهات هو حصاد العملية التعليمية التى تدفعون أفلاذ أكبادكم إليها والتى تدفعون تكاليفها المادية ....
إذن فالمدارس المصرية تفرخ لنا جيلا جاهلا غشاشا عدوا للقيم النبيلة ...
هذا ما أقوله ...ولايمكن لأحد أن يزايد علىّ فأنا معلم قديم مارست التعليم بكل مستوياته وخبرت عيوبه ودعوت كثيرا إلى ثورة تعليمية تقوم على :
0الانضباط التام من المعلم والطالب على السواء.
0تفعيل منظومة الثواب والعقاب .
0الاهتمام بالكتاب المدرسى بما يبعده عن عملية الحشو الموجودة حاليا
0إلغاء نظام التعليم المختلط بين البنين والبنات والذى أوجد مشكلات أخلاقية وسلوكية لاحصر لها.
0اعتبار الغش جريمة كبرى يعاقب عليها قانون الجنايات بالحبس والفصل للطالب والمعلم على السواء.
0القضاء على أباطرة الكتب والامتحانات واعتبار أعمال الامتحانات العامة ضمن مهمات الموظف والتى يمكن أن يأخذ مقابل رمزى عليها وليس ملايين كما يحدث الآن .
....................
إن منظومة التعليم فى مصر فاشلة وخطرة وفاسدة وهى فى حاجة إلى ثورة شاملة عاجلة ...
"إلا تفعلوه تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير ".

ليست هناك تعليقات: