الأحد، 5 أكتوبر 2014

دعوى كاذبة

ظل يتحدث طويلا عن أن الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان 
ثم بنى على ذلك دعواه التى تقوم على أن القرآن كتاب أنزله الله على البشر لكل العصور ولم يجعله حكرا على عصر واحد ولذلك فلكل بشر ولكل عصر أن يفسر القرآن حسب فهمه ومقتضيات عصره ...أما السنة النبوية فتلك أقوال نسبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهى ليست ثابتة يقينا بينما القرآن ثابت يقينا  وعلى هذا فليس من المنطق العلمى أن نترك ماهو ثابت يقينا إلى ماليس كذلك....................
                0         0         0
وهذه دعوى غير جديدة  فقد سبقه إلى ذلك من أسموا أنفسهم القرآنيين ...والقرآن منهم براء...
أما إن الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان فقد حسم ذلك رب العباد حين قال "إن الدين عند الله الإسلام " وحين قال "وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين " وحين قال "وماأرسلناك إلا كافة للناس "
وأما إن القرآن أنزل على البشر ومن حق كل أحد أن يفسره حسب فهمه ومقتضيات عصره فهذا يقتضى وقفة تأمل :
أولا:الأفهام تختلف فإلى أى فهم نحتكم ؟ وإذا ترك لكل إنسان اللجأ إلى فهمه لم يعد الإسلام دينا  وإنما صار أهواء خاصة.
ثانيا:مقتضيات كل عصر تختلف بل تختلف مقتضيات العصر الواحد بين قطر وقطر وإذا ترك الأمر لتلك المقتضيات صارالإسلام إسلامات متباينة  وفقد الإسلام كيانه المميز.
ثالثا:على هذا الفهم السقيم يكون تراث الأمة التى بنته عبر القرون عبئا على حركة التطور ويكون من الأوفق شطبه بجرة قلم وهذا ما دعا إليه المتحدث صراحة متهما علماء السلف بالجناية على الإسلام بحصر الإسلام فى فهمهم فقط والمصادرة على فهم الآخرين من بعدهم .. وهذا -علم الله -فهم قاصر وتجن  على أسلافنا العظام الذين  كان من دررهم "قولى صواب يحتمل الخطأ وقول غيرى خطأ يحتمل الصواب " ومثل هؤلاء لايصادرون على غيرهم ....
أما هذا التراث العبقرى المظلوم فهؤلاء الجهال لايعلمون أنه ليس تراثا للإسلام فقط بل هو تراث الإنسانية كلها ...لأن المسلمين اطلعوا على تراث المصريين القدماء والفرس والروم واليونان وغيرهم  ثم هضموا كل ذلك ونفوا عنه مالايلائم روح الإسلام ثم ثم أضافوا إليه قواعد الإسلام وأصوله وتعاليمه ثم  أخرجوا هذا التراث المجيد ...
وغير خاف أن هذا التراث صنع بشر فيه الغث والثمين ولودعا الداعون إلى تنقية التراث لكان لدعوتهم وجه  أما الدعوة إلى محوه بحجة أن الزمن تجاوزه فهذا لعمرى هو الجنون بعينه لأن التراث -أى تراث -ذاكرة الأمة فأنى لأمة أن تعيش بلا ذاكرة ؟
رابعا:القول بأن السنة النبوية المطهرة غير ثابنة قول عار عن الصحة تماما ...فقد وصلت إلينا السنة بنفس الطريقة التى وصل بها القرآن إلينا طريق الرواية عبر الأجيال ...ولقد بدأ تدوين السنة  فى عهده صلى الله عليه وسلم بدليل أنه نهى عن هذا خشية التباسه بالقرآن ومع هذا النهى العام كان هناك جهود خاصة فى تدوين الحديث  ومن ذلك (الصحيفة الصادقة )التى دونها عبدالله بن عمر رضى الله عنهما ...كما أن الاستشهاد بالحديث الشريف لم ينقطع أبدا ...وقد أنشأ علماء الإسلام علما إسلاميا خالصا هو علم الحديث بفروعه المختلفة  وبهذا صار معلوما بدقة موقع كل حديث من الصحة والبطلان  بل درجة الحديث من الصحة وهذا أمر تفرد به العلماء المسلمون .
خامسا:عدم الاعتراف بالحديث الشريف مصدرا للتشريع فيه اتهام للرسول صلى الله عليه وسلم  بأنه مجرد ناقل للقرآن فقط فهل كان صلى الله عليه وسلم صامتا طول الوقت ؟ وهل بين النص القرآنى تفاصيل العبادات والمعاملات من صيام وصلاة وزكاة وحج وزواج وطلاق وبيع وشراء  الخ ؟أم كان الرسول صلى الله عليه وسلم مذكرة تفسيرية للقرآن العظيم ؟
سادسا:هؤلاء الزاعقون بأنهم قرءانيون يخالفون صريح القرآن الذى يقول صراحة "وماآتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا "
سابعا:وهؤلاء لايفرقون بين الثوابت التى تبقى على مر الزمان حصنا لشخصية الأمة وبين المتغيرات التى تتغير حسب مقتضيات الزمان والمكان والأشخاص 
ثامنا :وهؤلاء الزاعقون بدعواهم تلك يريدون هدم أساس البناء الإسلامى ليبدأوا هم البناء من جديد وهذه طريقة الحكام الفاشلين الذى يهدم القادم منهم أعمال سلفه وهكذا تستمر عملية الهدم دوما
ولايتم بناء قط .
تاسعا:وهؤلاء الزاعقون بتلك الدعوى يريدون إخلاء المكان لأهواهم ونزواتهم وأغراضهم الخاصة فى غياب النصوص الحاكمة .
عاشرا:الإسلام هو تلك المنظومة المتكاملة التى تقوم أساسا على القرآن والسنة والإجماع والقياس ومايتبع ذلك من الأدلة  وهذا التراث  الإسلامى العظيم قابل للتمحيص والتحقيق المستمر لكى ينفى عنه الخبث الذى وضعه الحاقدون عبر العصور 
 وسيبقى الإسلام دينا خالدا عالميا  والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون .

ليست هناك تعليقات: