القوة الفاعلة
زمان كانوا يحكون لنا -ونحن صغار-حكاية الشمس والريح والبرد حين تراهنوا على من يستطيع أن يجعل الإنسان يخلع ثوبه وأن الريح اشتدت فزاد الإنسان تمسكا بثوبه وأن البرد اشتد فزاد الإنسان استمساكا بثوبه ولكن الشمس أرسلت أشعتها الحانية فبدأ الإنسان يفك أزراره ثم زادت الشمس دفقتها فلم يسع الإنسان إلا التخلى عن ثوبه راضيا...
وطبعا كان معلمونا يقصدون من وراء هاته الحكاية أن يعلمونا أن العنف لايعنى القوة وأن أشد الناس جبنا قد يكون أشدهم عنفا ....
وقرأت فى تاريخنا الإسلامى فوجدت تطبيقا عبقريا لتلك النظرية ...
خذوا مثلا :معركة "بدر"الكبرى هل كانت حلا لمشكلة العلاقات بين المسلمين والمشركين ؟ كلا بل إنها قطعت ذراعا كان ينتوى اقتلاع الرسالة ولكنها لم تحل المشكلة بل أججت الصراع فكانت ذراع ثانية فى معركة "أحد " والتى أججت الصراع هى الأخرى فكانت معركة "الأحزاب "....
نعم كانت معارك الإسلام مجرد عمليات حربية لكف العدوان ولم تكن طريقا لإرساء نوع من العلاقة بين الإسلام وأعدائه ...
ولكن انظروا -رحمنى الله وإياكم - إلى يوم الحديبية...حيث دارت المفاوضات واشتغلت العقول وحاول كل فريق أن يأخذ لنفسه مااستطاع وكانت -بحق -مباراة للذكاء السياسى ...فقد بدا مفاوض المشركين فى مظهر الغالب وبدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مظهر من يقدم التنازلات المر الذى أغضب جل أصحابه ..ولكن التطبيق القريب أثبت أن صلح الحديبية كان فتحا مبينا كما سماه الله تعالى...
وقد فعل صلح الحديبية بالمشركين مالم تفعله كل الحروب السابقة وأسس لكيان إسلامى سياسى فرض نفسه على عدوه الذى جاء يفاوضه ويمد له يده معترفا به كخصم بينما كان من قبل لايمدد يده إلا بالسيف والرمح...
حتى فى اللقطة الأخيرة فى ذلك الصراع حين فتحت مكة رأى قائد كتيبة الأنصار أنها معركة حربية أذلت قريشا فصاح :"اليوم يوم الملحمة اليوم أذل الله قريشا "
وأسرع الرسول صلى الله عليه وسلم فعزل القاءد ووضع ابنه مكانه ثم قال "اليوم يوم المرحمة اليوم أعز الله قريشا " وقد كان من الممكن أن يهرب شباب المشركين من مكة وأن يكونوا مصدرا للخطر ولكن تأملوا -رحمنى الله وإياكم - تلكم الكلمات الساحرة ""اليوم أقول لكم ماقاله أخى يوسف لإخوته :لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ...اذهبوا فأنتم الطلقاء " وبهذا السلاح فقط فتحت قلوب قلوب وكيب الإسلام أبطالا صدقوا فى نشر الإسلام وقد كانوا أشد خصومه من قريب ...
كان هذا حال تاريخنا الأصيل ....
فإذا جئنا تاريخنا المعاصر وجدنا القاعدة هى القاعدة لاتخرم حرفا واحدا ...
ففى قرية من قرى صعيد مصر كان الناس فريقين فريق يستعد بالسلاح لحماية موكب (حسن البنا )الذى وعد بزيارة القرية وفريق آخر يستعد بالسلاح لمنع الرجل ...
وتربص كل فريق بالآخر...
وجاء حسن البنا وحده يطرق باب خصمه الكبير ..
ودهش الرجل حين وجد خصمه وحيدا مجردا... وقال حسن البنا :إنه لايمكن دخول بيت إلا بمفتاح و أنت مفتاح هذه البلدة فإن أذنت دخلت وإلا رجعت من حيث أتيت
ولم يملك الرجل إلاأن هش لخصمه واعتنقه وأكرمه واستحالت القرية عرسا واحدا
بالله عليكم أليس هذا بعض المعانى التى تنبثق من القول الحكيم :"ولاتستوى الحسنة ولاالسيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم " ؟فصلت 34
بالله عليكم ماذا يحدث لو تفهمنا ديننا بهذا الخلق السمح ؟
أليس هذا هو الطريق الأخصر والأسلم والأسهل لحل مشكلاتنا مع أنفسنا ومع غيرنا ؟
أليست هذه هى الطريق المثلى لعرض الإسلام على العالم فيفر الناس إلى الله ؟
اللهم اهد قومى فإنهم لايعلمون .
زمان كانوا يحكون لنا -ونحن صغار-حكاية الشمس والريح والبرد حين تراهنوا على من يستطيع أن يجعل الإنسان يخلع ثوبه وأن الريح اشتدت فزاد الإنسان تمسكا بثوبه وأن البرد اشتد فزاد الإنسان استمساكا بثوبه ولكن الشمس أرسلت أشعتها الحانية فبدأ الإنسان يفك أزراره ثم زادت الشمس دفقتها فلم يسع الإنسان إلا التخلى عن ثوبه راضيا...
وطبعا كان معلمونا يقصدون من وراء هاته الحكاية أن يعلمونا أن العنف لايعنى القوة وأن أشد الناس جبنا قد يكون أشدهم عنفا ....
وقرأت فى تاريخنا الإسلامى فوجدت تطبيقا عبقريا لتلك النظرية ...
خذوا مثلا :معركة "بدر"الكبرى هل كانت حلا لمشكلة العلاقات بين المسلمين والمشركين ؟ كلا بل إنها قطعت ذراعا كان ينتوى اقتلاع الرسالة ولكنها لم تحل المشكلة بل أججت الصراع فكانت ذراع ثانية فى معركة "أحد " والتى أججت الصراع هى الأخرى فكانت معركة "الأحزاب "....
نعم كانت معارك الإسلام مجرد عمليات حربية لكف العدوان ولم تكن طريقا لإرساء نوع من العلاقة بين الإسلام وأعدائه ...
ولكن انظروا -رحمنى الله وإياكم - إلى يوم الحديبية...حيث دارت المفاوضات واشتغلت العقول وحاول كل فريق أن يأخذ لنفسه مااستطاع وكانت -بحق -مباراة للذكاء السياسى ...فقد بدا مفاوض المشركين فى مظهر الغالب وبدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مظهر من يقدم التنازلات المر الذى أغضب جل أصحابه ..ولكن التطبيق القريب أثبت أن صلح الحديبية كان فتحا مبينا كما سماه الله تعالى...
وقد فعل صلح الحديبية بالمشركين مالم تفعله كل الحروب السابقة وأسس لكيان إسلامى سياسى فرض نفسه على عدوه الذى جاء يفاوضه ويمد له يده معترفا به كخصم بينما كان من قبل لايمدد يده إلا بالسيف والرمح...
حتى فى اللقطة الأخيرة فى ذلك الصراع حين فتحت مكة رأى قائد كتيبة الأنصار أنها معركة حربية أذلت قريشا فصاح :"اليوم يوم الملحمة اليوم أذل الله قريشا "
وأسرع الرسول صلى الله عليه وسلم فعزل القاءد ووضع ابنه مكانه ثم قال "اليوم يوم المرحمة اليوم أعز الله قريشا " وقد كان من الممكن أن يهرب شباب المشركين من مكة وأن يكونوا مصدرا للخطر ولكن تأملوا -رحمنى الله وإياكم - تلكم الكلمات الساحرة ""اليوم أقول لكم ماقاله أخى يوسف لإخوته :لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ...اذهبوا فأنتم الطلقاء " وبهذا السلاح فقط فتحت قلوب قلوب وكيب الإسلام أبطالا صدقوا فى نشر الإسلام وقد كانوا أشد خصومه من قريب ...
كان هذا حال تاريخنا الأصيل ....
فإذا جئنا تاريخنا المعاصر وجدنا القاعدة هى القاعدة لاتخرم حرفا واحدا ...
ففى قرية من قرى صعيد مصر كان الناس فريقين فريق يستعد بالسلاح لحماية موكب (حسن البنا )الذى وعد بزيارة القرية وفريق آخر يستعد بالسلاح لمنع الرجل ...
وتربص كل فريق بالآخر...
وجاء حسن البنا وحده يطرق باب خصمه الكبير ..
ودهش الرجل حين وجد خصمه وحيدا مجردا... وقال حسن البنا :إنه لايمكن دخول بيت إلا بمفتاح و أنت مفتاح هذه البلدة فإن أذنت دخلت وإلا رجعت من حيث أتيت
ولم يملك الرجل إلاأن هش لخصمه واعتنقه وأكرمه واستحالت القرية عرسا واحدا
بالله عليكم أليس هذا بعض المعانى التى تنبثق من القول الحكيم :"ولاتستوى الحسنة ولاالسيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم " ؟فصلت 34
بالله عليكم ماذا يحدث لو تفهمنا ديننا بهذا الخلق السمح ؟
أليس هذا هو الطريق الأخصر والأسلم والأسهل لحل مشكلاتنا مع أنفسنا ومع غيرنا ؟
أليست هذه هى الطريق المثلى لعرض الإسلام على العالم فيفر الناس إلى الله ؟
اللهم اهد قومى فإنهم لايعلمون .