الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

فى البدء كانت الروح

 فى البدء كانت الروح "وإذ أخذ ربك من بنى ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا "الأعراف 172
ومن يوم أدخلت الروح إلى الجسم وتولدت القوى العاقلة حاولت الروح الترقى بجسدها إلى عالمهاعن طريق تقويةالنفس اللوامة حتى تصيرنفسا مطمئنة وحينئذ تلبسها لبوسها وحاولت النفس الأمارة بالسوء جذب جسدها إلى عالمها ..حتى يغطى الران الفطرة النقية وبذلك يهبط إلى حمأة الحضيض ...
وعندما أرسل الله عز وجل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم لم تكن رسالته إلا تقوية للنفس اللوامة حتى تطمئن وبين لها أنها لن تطمئن إلا إذا أوت إلى ركن شديد ..ولن يكون هذا الركن الشديد إلا من برأها وسواها...
وكل نفس نجح  محمد صلى الله عليه وسلم فى إيصالها بفضل ربه إلى درجة الطمأنينة باليقين إلا كانت آية ومثلا...
والتأمل فى حالات عديدة مثل (بلال) و(آل ياسر)و(صهيب)و(مصعب ) و(خباب ) و(عمر بن الخطاب )و(أبوبكر) وعثمان ) ومئات غيرهم نرى هذا الإعجازوالإنجاز ..بحيث أصبح كل منهم روحا متألقة تشرق فى جسد وثاب..على اختلاف مشاربهم وقدراتهم...
وأصبحت قيادة الروح الطيب للجسد الخير طريقا مفتوحا إلى السمع والطاعة على بصيرة ...وبهذا كان كل واحد من هؤلاء أمة وحده...ولهذا صلح بهم الزمان والمكان...
ويدور الزمان وتتقلب العصور وتأتى أمم وتذهب ويظل المبدأ هو المبدأ ويظل الطريق هو الطريق ...
لاسبيل إلى إحياء الأمم إلا بإحياء الإنسان ولاسبيل إلى بعث الإنسان إلا بإحياء روحه وإجلاء الران الذى يطمس نورها ...
وقد يلجأ بعض القادة الطغاة إلى شىء قريب من هذا ...فيحيون النعرات الطائفية والعصبية فى نفوس البعض وينفخون فيها حتى تشتعل ثم يستخدمونها فى تحقيق مآربهم ...وقد ينجحون إلى حين ويحققون طفرات سريعة لكنهم لايلبثون حتى ينطفئوا لأن الغايات الشريفة لايناسبها إلا الوسائل الشريفة ..ولعل المثل البين على ذلك نماذج مثل :نابليون وهتلر وموسيلينى وجنكيزخان وبوش ...ومن هذا المنطلق ...
لابد من إحياء روح الإنسان من خلال تكريمه بما كرمه الله وتمهيد السبيل إلى ترقية نفسه اللوامة بالعدل والحق والجمال والذى يرسى دعائمها إعلام مستنير خير...
لاسبيل إلا هذه السبيل إذا أردنا أن نحيى أمتنا لتكون بحق خير أمة أخرجت للناس .


ليست هناك تعليقات: