الخميس، 4 سبتمبر 2014

وماذا لو ؟38

وماذا لو ؟38
ماذا لو سألنا أنفسنا :أى مذهب كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ؟
هل كانوا سنة أم شيعة ؟
وإذا كانوا سنة فمن أى فصيل ؟ وإذا كانوا شيعة فمن أى فصيل ؟
لاشك أن الجواب الواضح أنه صلى الله عليه وسلم وصحابته كانوا مؤمنين مسلمين لله رب العالمين وأنهم ما سمعوا عن تلك التصنيفات التى ماأنزل الله بها من سلطان ...
ولعله من المعروف تاريخيا أن تلك التقسيمات لم تظهرإلا حين بدأ الشقاق يشق صفوف الأمة وذهب كل فريق بما لديهم فرحون...وراح كل فريق يزعم أنه وحده على الحق وأن الآخرين فى ضلال مبين ...ووصل الأمر إلى حد التدابر والتقاتل ...

ووالله إن العجب ليأخذ منى كل مأخذ حين أتفكر فى شأن هؤلاء ...
لئن كان الخلاف مرده اختلاف وجهات النظر فى فهم النصوص التى تحتمل التاويل فلعمرى لقد اختلف أئمة الفقاء من امثال مالك وأبى حنيفة والشافعى وابن حنبل والثورى والطبرى والليث وعشرات غيرهم وكان لكل منهم فهم ورأى ولكنهم -لله درهم -ما حولوا الاختلاف إلى خلاف ولاأوضعوا يبغون الفتنة بل كانوا خيرا وسلاما ومظهرا من مظاهر ثراء الفقه الإسلامى وكانوا أبوابا للتوسعة على المسلمين ...وماسمعنا أن أحد هؤلاء الأبرار قال كلمة واحدة تحط من شأن أخيه بل كانت شهادتهم لبعضهم وساما على صدورهم أجمعين رضى الله عنهم ورضوا عنه..

هؤلاء هم عمد التراث الفقهى الإسلامى ...فما الذى جرى ؟
الذى حدث أن أمواج الأهواء غمرت المشهد السياسى وتحزب القوم متخذين من النصوص دليلا على مذهبهم فتفرقوا فيما بينهم وفرقوا المسلمين ...
ومرة أخرى أعود إلى الكوكبة الربانية من علماء الأمة ...الذين تناولوا نفس النصوص ولم يجدوا فيها مدعاة للشقاق بل وجدوا فيها سبيلا للتكامل ....
ورضى الله كل الرضا عن الإمام مالك الذى حاول أبو جعفر المنصور حمله على أن يجعل كتابه (الموطأ ) دستورا للمسلمين فرفض ...ااااا وهذا حلم كل مفكر أن يكون فكره موئلا للجميع ولكن الإمام مالك رفض قائلا (إن لدى هذا العلم ولدى غيرى علم آخر فلا ينبغى أن يحمل المسلمون على علم دون علم )..وبلغ الأمر بهذا العالم الربانى الفذ أنه تحمل الضرب الشديد فى سبيل الدفاع عن منهجه القويم ...
هؤلاء هم العلماء الأفذاذ الذين ترقت بهم الأمة وكانت أعمالهم فى ميزان حسناتهم
ثم ...
خلف من بعدهم خلف أضاعوا الفقه والتفقه وحولوا النهر العذب إلى برك آسنة ...
أقول هذا عن جيل من تلامذة هؤلاء الأئمة الأعلام الذين تعصبوا لمذاهبهم وأقوال مشايخهم وحملوا عليها كلام الله ورسوله ...ومنحوا بذلك أصحاب النفوس المريضة أرضا خصبة تنمو فيها آراؤهم المتخلفة وأحقادهم الدفينة ...
وإذا نظرت فى كلام من يزعمون أنهم أهل السنة وجدت البون شاسعا بينهم وبين روح السنة الرحيمة الرقيقة الخيرة ...
وإذا نظرت فى كلام الذين يزعمون أنهم شيعة على رضى الله عنه وجدت أنهم أبعد مايكون عن نهج هذا الإمام القائد الزاهد العالم ....
وأجدنى أقول لكل هؤلاء :
لو صدقتم لاجتمعتم على كلمة سواء ...
لو صدقتم لوحدت بينكم أركان الإسلام وأركان الإيمان ومقاصد الشريعة وأخلاقها وعباداتها ...
لو صدقتم لوسعكم ما وسع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين كانوا يختلفون فى بعض فتاواهم ولكنهم ما جعلوها نزاعا أبدا وكانوا إخوة بحق يحرصون على حقوق الأخوة الإسلامية
لو صدق هؤلاء لأحسنوا تقديم الإسلام إلى العالم كما قدمه محمد صلى الله عليه وسلم دين رحمة وخير وسلام ودين علم وحضارة ..
إن هؤلاء هم الذين يصدق فيهم قول الله تعالى "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شىء "الأنعام159

ليست هناك تعليقات: