الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

القوة الدافعة

 تحدثت فى المقالة الماضية عن اللذة كدافع للعمل ...وفوجئت بسيل من التعليقات الشفهية كان أعجبها قول صاحبها :(والله إنى لأخجل من شيخ يتحدث عن اللذة ...هذا لايليق ).ااااااااااااا
وهذا التعليق أقلقنى...
أولا:لأنه صدر ممن كنت أظنه على وعى..
ثانيا:أنه كان فى جمع من الشباب  مما يلقى انطباعا بأن الحديث عن اللذات خروج على الآداب الشرعية ...
لذا وجدت من المهم أن أتصدى لهذا المفهوم من أجل تبيان الحق للشباب ولغير الشباب .
أولا:القرآن الكريم تحدث عن الجنس فى عديد من آياته كنعمة من نعم الله وآية من آيات قدرته ..نجد هذا فى قوله تعالى :"هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلماأثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين "الأعراف 189ونجده فى قوله عزوجل :"ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلواالنساء فى المحيض ولاتقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين  نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموالأنفسكم واتقوا الله واعلمواأنكم ملاقوه وبشر المؤمنين "البقرة 222و223
وفى هاتين الآيتين الكريمتين سجل واف للأدب الجنسى فى الإسلام :
أولا:الأمر باعتزال النساء فى الحيض لأنه أذى .
ثانيا:تأكيد الأمر بالنهى عن قربانهن حتى يطهرن .
ثالثا:الحث على قربانهن بعد طهرهن وهذا مستفاد من الأمر"فأتوهن "
رابعا:الأمر بأن يكون الاتصال الجنسى من المكان الطبيعى أى من الأمام .
خامسا:تحريم أى ممارسات مخالفة لهذه التعليمات ووجوب التوبة منها "إن الله يحب التوابين " ومعلوم أن التوبة لاتكون إلا عن ذنب .
سادسا:بيان أن النساء كالحرث  لابد أن تكون له فائدة يسعى إليها والزارع حين يزرع لايعبث ولكن يسعى لتحقيق هدف هو الحصاد وكذا المؤمن حين يواقع زوجه لايعبث وإنما يهدف إلى تحقيق منافع هى اللذة والولد والإعفاف .
سابعا:تبين الآية الثانية أن للزوجين كامل الحرية فى تحصيل اللذة بأى طريقة فى إطار الشرطين (البعد عن المحيض  واتقاء الدبر كما بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه حين جاءه يستفتيه .
ثامنا:تبين الآية الثانية أن المؤمن حين يسعى لتحصيل اللذة لايكون أنانيا ولا جافيا وأرشدت الآية إلى مراعاة التمهيد اللازم لتحقيق أقصى لذة لكلا الطرفين معا "وقدموالأنفسكم "
تاسعا:من أجمل مايدل على عبقرية التشريع الإسلامى  مزج تلك الممارسات الجنسية الطبيعية الحلال بتقوى الله والتذكير بحسابه والتبشير بثوابه لمن اتبع هديه "واتقوا الله واعلمواأنكم ملاقوه وبشر المؤمنين :
عاشرا:لم يخجل النبى صلى الله عليه وسلم من العلاقات بالنساء بل صرح بأن ذلك من الأشياء المحببة إليه "حبب إلىّ من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عينى فى الصلاة " فهذا تصريح أن الله حبب إليه النساء  وجاء ذكر هذه العلاقة مع الطيب الذى ينعش النفوس والأهم ذكرها مع الصلاة فكأن اللذة الجنسية متعة الدنيا ولذة الصلاة متعة الآخرة ..زصلى الله عليه وسلم .
................................
من كل ذلك أقول لمن خجل ولمن تعجب :
هذا ديننا دين الفطرة السوية النقية الطهور...
وجدير بناأن نقدم المعلومة الصحيحة إلى شبابنا مقرونة بالحس الدينى بدلا من تقديم هذه العلاقة بالطرق الشائهة التى تثير الغرائز وتطلق سعارها لتحصد عقول الشباب وأجسامهم ومجتمعهم بضربة واحدة .
        والله يقول الحق وهو يهدى السبيل

ليست هناك تعليقات: