لست مختصا فى وسائل المواصلات ولا فى تخطيط المدن ..ولكنى مواطن يسمع ويرى ويمشى بين الناس ويحاول أن يفهم مايجرى ..والكلام بخصوص (مترو النفاق ) ..........وقد كنت أحدسكان القاهرة فى الستينيات وكنت أخرج من مسكنى فى حى (باب الشعرية ) بعد صلاة الفجر مجتازا (ميدان العتبة ) ف(الأزبكية )فشارع (طلعت حرب) فميدان (التحرير) ثم أعبر (كوبرى قصر النيل ) وصولا إلى الضفة الأخرى للنيل ..وهناك أجلس بين الخضرة والماء حتى تشرق الشمس فأستمتع ماشاء الله لى ثم أعود من نفس الطريق مجتازا شارع(الموسكى) حتى (الجامع الأزهر) حيث كانت كلية اللغة العربية فى المجمع الذى خلفه ...وكانت هذه الجولة اليومية الممتعة يزيدها متعة خلو القاهرة -إذ ذاك -من كثافة السكان والغبار .لقد كانت مدينة خفيفة نقية .................أما قاهرة اليوم فشىء آخر تنزل ميدان (رمسيس) فتصافحك المبانى المغبرة التى تلحقها قترة..و تزكم أنفك رائحة عوادم السيارات وتصك سمعك الأصوات المزعجة المنبعثة من حناجر الناس والسيارات .. ثم هؤلاء البشر الذى يحمل كل منهم هموم الدنيا وربما الآخرة على كاهله بوجه عبوس وقلب الله أعلم ما به ..ثم تتجول فى المدينة فتراها مدنا مدينة فوق الأرض ومدينة تحت الأرض و(كبارى )عملاقة تمتد كثعابين هائلة ..وكبارى فوق الكبارى .......وهكذا تتضخم القاهرة لتنفجر إلى قواهر تقهر نفوس البشر وتطحن آمالهم فى حياة أكثر أمنا وأقل محشة وضوضاء ...وأنا أتساءل -كغيرى من ملايين المصريين -وماذا بعد ؟ أليس من حل لهذه المدينة الغول التى تتهيأ لابتلاع مصر إن لم يكن بسكانها فبميزانيتها ؟ وأنا أقول -كما يقول كثير من الخبراء -:أليست هذه المليارات الممليرة التى تصرف على الكبارى ومترو الأنفاق كافية لنقل معظم الوزارات إلى عواصم المحافظات الأخرى ؟ ألا يكفى بعض هذه المليارات لمد الطرق وإيصال الخدمات إلى مساحات فىالصحراء ويشجع الأهالى على إعمار مدن جديدة بتكاليف زهيدة ؟أليس التوسع الأفقى على وجه الصحراء أرخص من التوسع الرأسى فوق الأرض وتحت الأرض فى المدينة العجوز ؟"من أحيا أرضا ميتة فهى له " هذا حديث شريف قيل من أكثر من ألف عام يدعو إلى إعمار الأرض ويحث على ذلك بتمليكها للمستثمر مجانا وأتخيل لو طبق هذا على المواطنين المصريين لأكلوا الأرض وحولوا الصحراء إلى مدن شابة وجنات خضراء يسكنها بشر تمتلىء صدورهم بالهواء النقى وقلوبهم بالأمل وحب الحياة . |
الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012
إلى أين ؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق