السبت، 6 أكتوبر 2012

و قفة مع الذكرى

 فى الذكرى التاسعة والثلاثين لنصر أكتوبر لابد من وقفة لنتذكر بعض الأمور :
أولا:يشكك البعض فى نصرأكتوبرعلى اعتبارأنه إذاكان الجيش المصرى قد عبرشرقا فإن العدو قد عبر غربا وأن الجيش المصرى لم يحرر كامل الأرض ..وهذه النظرة غير صحيحة حتى من الناحية العسكرية لأن سيناء لم تكن أرضا خاوية بل كانت تمثل عبقرية العدو بما أقام فيها من استحكامات وتحصينات قال إنها تتحدى القنابل النووية وهذا بماعرف بخط بارليف ..الأمر الذى جعل الجنود الصهاينة يستحمون فى قناة السويس ساخرين بالعسكرية المصرية ..فإذا استطاع الجيش المصرى تصفية هذهالأسطورة خلال ست ساعات كان ذلك نصرا لاشك فيه.
ثانيا:لو أن هذا النصر حققه جيش مستقر منذ عشرات السنين لكان نصرا رائعا فمابالك بجيش أعاد بناء نفسه من جديد بعد نكسة فادحة أصابته من ست سنين ؟
ثالثا:هذا النصر كان مصريا خالصا  وكم كانالرئيس /السادات حكيما حين طرد الخبراء الروس وكسب بذلك أمرين :الأول :أنه أرسل رسالة إلى أمريكا :أنه يفضل التعامل معهم من الآن وبهذا لاداعى لهذا العداء الصريح لمصر.والثانى :أنه ألقى غشاوة على عيون المخابرات الأمريكية القديرة كان فى أمس الحاجة إليها .
رابعا:أدار الرئيس السادات عملية الخداع الاستراتيجى بمهارة فائقة وكانت القمة أنه بدأ الهجوم فى عز الظهر يوم 6أكتوبر.
خامسا:لم يكن نصر أكتوبر وليد المفاجأة والخداع فقط بل كان نتيجة جهد كبير فى التدريب وروعة التخطيط وإذا تذكرنا أن ذلك كله قد تم رغم أجهزة التجسس التى تمسح الأراضى المصرية المستوية التى ليس فيها كثيرمن الجبال أدركنا عظمة هذا الانتصار ومن العجيب أن حرب الاستنزاف كانت مسرحا مفتوحا
فى تلك المرحلة إلا أن العدو يبو أن الأمر لن يتعدى هذه المرحلة 
رغم إصاباته الفادحة فى الأرواح والمعدات .
سادسا:كانت معارك أكتوبر وما سبقها معامل تفريخ هائلة لأبطال فى المجال العسكرى والمدنى فقد ظهر قادة عظام أضافوا جديدا للخبرات العسكرية العالمية وتدمير السفينة العسكرية(إيلات) على
يد لنشي طوربيد مصريين اعتبرحدثا جديدا فى الحرب البحرية 
وتدمير ميناء حيفا بمافيه من مدمرتين حديثتين اهدتهماأمريكا للكيان الصهيونى عمل لاينسى ..وفى المجال المدنى كانت هناك كتائب بتجمع الأموال للمجهود الحربى وكتائب من الفنانين تزرع الأمل فى النفوس لتحقيق نصر قريب .
سابعا:أثبتت معارك أكتوبر أن مصر قادرة -بعون الله-على هزيمة 
العدو الصهيونى إذا ما خلى بينها وبينه فقد بكت جولدا مائيروطلبت النجدة من أمريكا التى دفعت طائراتها ودباباتها من 
قواعدها إلى سيناء مباشرة وهذا اعتراف صريح بانهيار المؤسسة
العسكرية الصهيونية وأن مصر أصبحت فى مواجهة مباشرة مع أمريكا وهذا ماأعلنه الرئيس السادات وقتها .

ثامنا:أن نصر أكتوبرغير نظرة القوى الدولية الفاعلة التى كانت ترفض مجرد الحديث عن انسحاب العدو وتبنى استراتيجيتها على 
سيطرة مفهوم (اللاسلم واللاحرب) لكن معارك أكتوبرلوت أعناق 
العالم وأوقفته على أقدامه فسعى إلى مصر يتحدث إليها حديث الند للند .
تاسعا:كان التحرك السياسى مردودا للنصر العسكرى حيث سعى/كيسنجر اليهودى الأمريكى إلى عقد اتفاق سلام مع مصر وهذا الاتفاق لايزال -حتى الآن -محل جدل بين المثقفين المصريين ولكنه أوجد موجة من الحرية الفكرية تبدت فى استقالة أكثر من وزير خارجية مصرى فى أثناء المفاوضات مما يعكس الرغبة فى استغلال أمثل لنصر أكتوبر .
عاشرا:على الرغم من الرفض العربى لزيارة السادات للكيان الصهيونى إلا أن الرجل لم يتحدث بكلمة استسلام بل كانت كلماته قوية بل مهدجدة أحيانا وإن كنت أختلف معه فى هذه الخطوة .
حادى عشر :ورغم الغضب العربى إلا أن القضية الفلسطينية لم تغب عن المشهد فقد أصر السادات على مقعد للسطلة الفلسطينية 
ولكن هل كان الفلسطينيون يستطيعون الحصول على حقهم فى زخم نصر أكتوبر ؟ علم ذلك عند الله .
ثانى عشر :بعد نصر أكتوبر ركنت الشخصية المصرية إلى الاسترخاء خاصة فى أجواء الانفتاح الاقتصادى والسياسى الذى أطلق فيه السادات قوىالإسلام السياسى لمقاومة القوى اليسارية التى كانت مسيطرة على أجهزة الدولة وتطورت الأمور إلى أن أصبح السادات نفسه ضحية لبعض المتشددين الذين اغتالوه وهو يحتفل بذكرى نصر أكتوبر.ثالث عشر:فى الخامس والعشرين من يناير 2011م انتفضت الشخصيةالمصرية من جديد وأطاحت بنظام دكتاتورى وأتت برئيس مدنى منتخب لأول مرة فى التاريخ المصرى ...والأمل أن تستمر روح أكتوبر لتقود مصر إلى عصر النهض

ة.

ليست هناك تعليقات: