الأحد، 7 أكتوبر 2012

ثلاثة × ثلاثة

لكل حاكم من هؤلاء نقطة بارزة تلخص عهده بغض النظر عن الإنجازات والإخفاقات الأخرى ...

                                        أولا: عبد الناصر

لاشك أنه كان وطنيا وأنه كان  يريد لمصر أن تكون شيئا كبيرا ولكن على شرط أن يكون ذلك من خلاله هو..كزعيم أوحد وقائد للأمة العربية بل كزعيم عالمى ضد الإمبريالية ..وهذا الإحساس كان وراء كل قرارات عبد الناصر..ابتداء من القضاء على الإقطاع باعتباره قضاء على الزعامات قبل ثورة يوليو 52 مرورا بالوحدة مع سوريا التى تكرس زعامته العربية والتى أفلست خزينة مصر وانتهاء بحرب اليمن التى كلفت مصر مئة ألف شهيد ...ولكن هناك نقطة فارقة فى عهد عبد الناصر أشبهها بالشرك بالله الذى لاتنفع معه صلاة أو صيام هذه النقطة هى /النكسة ....

إننى -كمواطن مصرى -أذكر شيئا واحدا :أن عبد الناصر تسلم مصر وهى تحكم السودان وترك مصر يحتلها الصهاينة وهذه الخطيئة الكبرى -التى مازلنا نعانى آثارها حتى الآن -تجب كل عمل إصلاحى قام به عبد الناصر .

                                          ثانيا:أنور السادات

جاء يحمل  عبءالنكسة الرهيب إضافة إلى مراكز القوى وبدت صورته -كحاكم -مهتزة مثيرة للسخرية فى كثير من الأحيان وهنا تتبدى شخصية هذا الرجل فقد أدلى لخصومه دلو الثقة فى أنفسهم والتسليم بضعفه حتى حانت اللحظة الحاسمة فضرب ضربته الحاسمة وخلص له حكم مصر ..وبنفس الطريقة تولى ملف النكسة ...وأنا أعجب كثيرا من غفلة المحللين الغربيين عن هذا اللون فى شخصية السادات فقد مارسه مع الصهاينة والأمريكان ..حيث وعد بعام الحسم ..ويمضى العام دون حسم وتكرر ذلك حتى صار أضحوكة لدى المصريين قبل الغربيين بينما كان الرجل غارقا حتى أذنيه فى عمليات التخطيط والتدريب والإعداد للمعركة القادمة ...وقد وقع السادات فى عديد من الأخطاء ولكن الموقف الفارق الأبرز فى عهده كان القرار الفذ بالعبور وتحقيق نصر أكتوبر...

ولو لم يقدم السادات لمصر إلا نصر أكتوبر لكفاه ذلك ليصبح من أكفأ الذين حكموا مصر ولايغض من هذا العمل العظيم إلا اسغلاله السياسى الذى أثار ومازال يثير كثيرا من الجدل .

                                     ثالثا:حسنى مبارك

حكم مصر ثلاثة عقود بدأها باستعادة /طابا آخر  النقاط المحتلة ..ولكنه وقع أسيرا للسياسة الأمريكية وصاركنزا استراتيجيا للعدو الصهيونى كما صرح زعماؤهم عقب خلع مبارك ..وقد أقيمت مشروعات كثيرة فى عهده ولكن عوائد تلك المشروعات كانت تذهب إلى جيوب رجال الأعمال وامتاز هذا العهد بتزوير الانتخابات وممارسة جهاز أمن الدولة للعنف البالغ مع المصريين ...

ولكن النقطة الفارقة فى عهد مبارك كانت مشروع /التوريث الذى سخر -من أجله-أجهزة الدولة وأدمغة رجال النظام حتى أيقن كافة المصريين بأن مصر (عزبة )آل مبارك وفقد الناس أى أمل فى الخروج من هذه الدائرة التى وصفها المستشار /أحمد رفعت -وهو يصدر حكمه بالسجن المؤبد على مبارك بأنها (سوداء  سوداء  سوداء ). وقد كان التوريث الحجر الصلب الذى أطاح برأس حكم آل مبارك ....وإنا لله وإنا إليه راجعون .                                                  

ليست هناك تعليقات: